كشفت مصادر فلسطينية لـ"صدى البلد"، ان القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في عين الحلوة تعيش حالة من الاستنفار السياسي لمواكبة اي تطورات أمنية مفاجىء بعد اغتيالي مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الشيخ عرسان سليمان وعلي خليل، ومحاولة اغتيال الناشط الاسلامي محمد جمعة وفي ظل التوتير والشائعات المغرضة والمساعي الى ايقاع الفتنة.
وفي أول موقف من تطورات الاحداث الامنية في عين الحلوة، دق الناطق الرسمي باسم "عصبة الانصار الاسلامية" الشيخابو شريف عقل، ناقوس الخطر من تواصل مسلسل الاغتيالات، قائلا "المخيم في خطر والمشايخ على لائمة الاغتيالات"، مضيفا "في اليوم الثاني لقتل علي خليل يخرح تصريح وزير الداخلية من صيدا وليس من بيروت او من وزارة الداخلية او قصر بعبدا بل من صيدا، ليطالب بسحب السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات،مع كل اسف الصراع بين الجماعات الاسلامية واعدائها يشبه الصراع بين ريشة وريح عاتية، ومع الاسف نحن الريشة، نحن من تقبلنا الريح ظهرا على بطن، واحيانا تكون الريح هوا متبعا واحيانا جهلا باحكام الدين واحيانا اجهزة معادية، الصراع بيننا وبين اعدائنا يشبه يشبه صراع بين ريشة وريح عاتية، يلعبون بنا كيفما يشاؤؤون، والمسؤول عن ملف الحوار اللبناني الفلسطيني ايضا يطالب بنزع السلاح الفلسطيني من داخل المخيمات".
ودعا الشيخ عقل الى السعي بالصلح بين الناس والاطراف، قائلا "ليحمل الحكماء هم هذا المخيم، فالمؤامرة كبيرة، واتفاق حركتي "حماس" و"فتح" في الداخل انهى الخلاف بعد سنوات طويلة، ونسال الله ان يبارك فيها، وأول من اعترض عليه هم اليهود واوقفوا المفاوضات، لا يريدون لنا ان نتصالح، وملف اللاجئين في خطر بدء من العراق مرورا باليرموك وصولا الى هذا المخيم،فليأخذ الحكماء دورهم، قبل ان نندم جميعا، ساعة لا ينفع الندم، وقبل ان ندفع جميعا الثمن من اعراضنا ودمائنا ومقدساتنا، ولنتقي الله بهذا المخيم باطفاله ونسائه ورجاله، بالدماء المحرمة والارواح المعصومة، خاتما "نحن في عصبة الانصار برئيين منكل التهم التي سمعناها ومن كل قتل مسلم في هذا المخيم"، مضيفا "اتقوا الله في مخيمكم ومن الفتن"، داعيا الى تعزيز التواصل والحوا رمن اجل وأد الفتن التي يسعى البعض اليها".
امنيا، تطور اشكال في الشارع الفوقاني الى اطلاق نار بين مناصري من حركة "فتح" والاسلاميين ولم يفد عن سقوط جرحى وسارعت القوى الفلسطينية الى تطويقه بعدما ارخى حالة من القلق والترقب.
سياسيا، تواصلت اجواء التفاؤل بتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" وانعكاستها على تحصين الوضع الامني في المخيمات، حيث كانت من اولى ثماره لقاء عقد في سفارة فلسطين في بيرون بين امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات وبين ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، حيث اشاد الطرفان بالجهود التي بذلت من قبل الوفد الفلسطيني في غزة لاتمام ملف المصالحة، وهنآ الشعب الفلسطيني على طي صفحة الانقسام الاسود"، مؤكدين ان انهاء الانقسام أعاد اللحمة للبيت الفلسطيني الواحد، والالتزام الوطني والحرص على مستقبل الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية"، املين أن يكون التوافق منطلقاً لشراكة وطنية حقيقية بين جميع الاطياف والاتجاهات السياسية والفكرية على الساحة الفلسطينية.
بالمقابل، أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي أن ما جرى في غزة أسعدنا وأثلج صدورنا، لأن الإنقسام لا يخدم قضيتنا، آملاً أن تكون المصالحة عامل دعم وإسناد للمقاومة من أجل تحرير القدس وكل أرضنا المحتلة، متمنياً أن تنجح هذه الخطوة في تنفيذ الاتفاق والحيلولة دون تعطيلها وأن تساهم المصالحة في إطلاق انتفاضة ثالثة تعزز دور المقاومة في وجه الاحتلال.
وبينهما، بحث سفير دوله فلسطين في لبنان اشرف دبور، مع سفير مصر في لبناناشرف حمدي يرافقه المستشار خالد انيس، اوضاع المنطقة العربية بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص وانهاء ملف الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، وما تتعرض له المقدسات الدينية الاسلامية والميسحية من انتهاكات من قبل المستوطنين.
لافتات انتقاد
صيداويا، رفعت في شوارع مدينة صيدا لافتات حمل بعضها توقيع أهالي الشهداء والمخطوفين، تهاجم رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع واصفة إياه بـ "القاتل المجرم"، وجاء في بعضها "جعجع مكانك رومية وليس بعبدا"، و"مرشح الرئاسة العبرية"، كما انتقدت اللافتات تصويت نائبي مدينة صيدا للدكتور جعجع "دماء شهدائنا لن ترحم من اقترع لرمز الغدر والإجرام"، "من صوت للقاتل الجزار لا يمثل أبناء صيدا الاحرار"، "هل نسيتم شهداء العيد يا نائبي صيدا"، "يا لعاركم، وبئس خيانتكم"وقد سارعت القوى الأمنية إلى إزالة اللافتات وفتحت تحقيقا.
وزار المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي في مكتبه بالقصر البلدي، حيث عبر عن إستنكار الجماعة للإساءة التي طاولت رئيس البلدية السعودي من خلال الهتافات التي أطلقها البعض خلال تحرك باعة عربات وبسطات الخضار، قائلا "اننا نميز ما بين حق الناس ووقوفنا الى جانبهم في تأمين لقمة العيش، وما بين الفوضى المرفوضة التي شهدتها المدينة، فلذلك سنكون دائما الى جانب البلدية ورئيسها في كل الأمور التي تعود على المدينة بالخير"، بينما أكد السعودي على أن البلدية لن تسمح أبدا بعودة العربات للشارع، داعيا باعة العربات والبسطات لأن ينسوا ذلك.