دعا مسؤول منطقة الجنوب الأولى في "حزب الله" السيد ​أحمد صفي الدين​ الجميع إلى أن يجلسوا معاً ويتحاورا ويستمعوا جيداً لبعضهم البعض ويتصارحوا وينظروا بعنايةٍ فائقةٍ للمخاطر التي تتهدد بلدنا، معتبراً أنه لم يعد يسمح لا الوقت ولا الشعب ولا الوطن ولا البلد مزيداً من الرهانات الخاسرة ومن الأحلام الطوباوية التي لا مكان لها للوجود أو للتحقق، فاللبنانيون قد جربوا كل شيء ولم يجربوا أنفسهم وقواهم وقدراتهم الذاتية.

كلام صفي الدين جاء خلال افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "ذاكرة نيسان" في مدينة صور، حيث رأى أن موقع رئاسة الجمهورية هو موقعٌ جامع للبنانيين، وأن الرئيس الذي أقسم على وحدة لبنان والشعب اللبناني وعلى حماية لبنان هو الرئيس الذي ينبغي ويجب أن يحرص على جمع اللبنانيين وليس على تفرقتهم، ويرفع من بين الشعب اللبناني عناصر الخلاف ويقرّب اللبنانيين بعضهم إلى بعض، ويأخذ بإنجازات هذا الوطن الذي تحققت بدمٍ بريءٍ وصادقٍ وخالصٍ ومخلص ويرتقي به إلى حيث ينبغي أن يكون قوياً ومنيعاً وعزيزاً وكريماً، مشيراً إلى أن كل الظروف التي نعيشها تؤكد قدرتنا على أن نحقق ذلك إذا ما استفدنا وما قرأنا جيداً ما يجري حولنا من متغيرات.

وأكد صفي الدين أن المقاومة التي عرفها شعبها وأمتها وحتى عدوها مصممةٌ على حماية هذا البلد وعلى دفع أي تهديد عنه وعلى حفظ كل ما هو موجود فيه لصالح أبنائه، وهي ومنذ اليوم الأول لوقف العمليات الحربية في لبنان لم تذهب لتنام ولم تغادر موقعها أو أماكن جهادها ونضالها، وهي اليوم أكثر قوة ومنعة وقدرة من ذي قبل، وأنها وباعتراف العدو الإسرائيلي تستطيع أن تستهدف أي بقعة في كيانه، لافتاً إلى أن "على العدو الإسرائيلي أن يفكر ملياً وملياً قبل أن يخرج إلى أي حرب، لأن أي مغامرة لهذا العدو في المستقبل سوف تكلّفه كثيراً وكثيراً جداً، كما وأنه من غير المعلوم بالنسبة إليه بالحد الأدنى أنه سيستطيع أن يحقق أهدافه، ونعده كما وعده الأمين العام أننا على جهوزية واستعداد تام لتغيير وجه المنطقة وليس وجهته فقط في حال خرج إلى أي حرب مع لبنان، وهذا الأمر أصبح حقيقة وواقع يمكن أن يتحقق من خلال مجاهدي وشعب ورجال ونساء وأطفال ونخب المقاومة".

وأشار صفي الدين إلى أن "هناك ثمة من يريد أن تمحى ذاكرة نيسان من جهة وأن نعيش فيها من جهة أخرى، وثمة من يريد أن لا يبقى من ذاكرتنا إلاّ النكسات والمجازر والآلام والضعف والويلات والحزن، وأن ننسى من ذاكرتنا كل البطولات والإنجازات وكل ما تحقق"،لافتاً إلى أنه "ليس من المعيب أن نعود في الذاكرة إلى الوراء، فالتاريخ حقيقة وكتاب ومحكمة يشهد كما الحاضر، وهو ركيزة في الحاضر والمستقبل".

وختم صفي الدين ان "المقاومة ليست مقاومة بندقية ولا مدفع على أهميتها إلاّ أنها مقاومة الوعي والكبير والصغير والشيخ والطفل الرضيع وأمة بتكوينها ترفض الإذلال والإذعان والخضوع، ولذلك لطالما عبّرنا أن المقاومة فعل إنساني قبل أن تكون فعل عسكري ينسجم مع الطبيعة الانسانية التي ترفض أن تكون ذليلةً أو مغتصبةً أو مهدورة الحق أو مدانة".