نقلت صحيفة "الراي" الكويتية نقلاً عن مصدر قريب من الرئيس الايراني حسن روحاني ان "الوضع الحالي لم يقتصر على إشارات إيجابية بين إيران والسعودية بل ذهب أبعد من ذلك الى رسائل متبادلة وخطوات عملية قمنا بها نحن والمملكة لتحديد اجندة أساسية ألا وهي العمل على كسر الجمود والتباعد ومدّ الجسور المباشرة دون وسطاء لان الأشقاء في المنطقة يحتاجون الى تواصل مباشر ودائم لتقريب وجهات النظر والتباحث في المشاكل العالقة وبعضها جوهري ويمس الامن القومي والمصلحة الاستراتيجية لكلا البلدين، وبعضها الآخر صنيعة اليد التي ساهمت في افتعال جو من العداء الواهم لمصلحتها السياسية-الاقتصادية عبر زرع التفرقة التي تغلغلت في ما بيننا".
واضاف المصدر ان "هناك تحضيراً جارياً للقاء مباشر يكسر الجليد ويؤسس لمباحثات مستقبلية حول الملف العراقي واليمني والسوري خصوصاً الملف النووي الايراني الذي لا يمثل أيّ تهديد لأيّ بلد في منطقة الشرق الاوسط، وقد أثبتنا ذلك من خلال فتح المفاعلات والبرامج كلها امام العالم ليطلع عليها"، مشيراً الى ان "ملف تسليح ايران المتقدم لم يكن يهدف يوماً لتهديد المنطقة بل هو دفاعي محض أنشئ وطُوّر بعد التهديدات المتواصلة التي أطلقتها اميركا واسرائيل تجاه ايران وتلويحهما بضرب البنية التحتية ومصالحنا القومية الداخلية، ولهذا كان لابد من إشهار قدرتنا دون الحاجة لاستخدامها اذا انتفت الحاجة لذلك".
وشرح المصدر القريب من روحاني لـ"الراي" ان "هناك أحقاداً قديمة تقابلها رغبة ونية صادقة من الطرفين بمجابهة الأخطار المحدقة بنا جميعاً وعلى رأسها تفشي ظاهرة الارهاب الذي يصيب كل دول المنطقة وفي مقدّمها السعودية، وقد لاحظنا التبدل العلني الواضح والذي تُرجم الى أفعال من خلال القوانين التي أقرّتها السعودية لمحاربة الارهاب والتصدي لآلاف السعوديين الذين غُرر بهم والذين يتواجدون اليوم في اليمن والعراق وسورية، وقد لاقت هذه الخطوة ترحيباً اقليمياً ودولياً ستظهر نتائجه رويداً في المناطق الساخنة".
وأكد المصدر ان "ايران حاولت في البداية التقرب من السعودية، وقد انتظر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في المنطقة عند زيارته للكويت وقطر وعُمان ليتوجه الى السعودية التي فضّلت التريث وتأجيل زيارته الى وقت آخر قد أصبح أكثر نضوجاً اليوم، ولهذا فاعتقادنا ان الخطوة المقبلة ستأخذ صدى ايجابياً يُرحّب به على الصعد الاقليمية والدولية مبدئياً ليرسم خريطة طريق جديدة في العلاقة يكون عرّابها الرئيس روحاني بموافقة ودعم المرشد الاعلى السيد علي خامنئي".