نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر ان هناك انطباعات شبه ثابتة وموحدة لدى هذه المراجع بأن عصر شغور الرئاسة الاولى بدأ يزحف بأخطاره المحققة من الآن وان فرصة استدراك هذا الخطر باتت شبه منعدمة. حتى ان هذه المصادر تعزو ما أسفرت عنه الجلسة الاخيرة لهيئة الحوار الوطني في قصر بعبدا في مطلع الاسبوع الجاري والتي غاب عنها نحو نصف الأعضاء في الهيئة الى إدراك ضمني لدى الجميع بان التعقيدات التي تواجه الاستحقاق الرئاسي أمست أكبر من ان تُذلل في ما تبقى من المهلة الدستورية.
وأشارت المصادر الى ان عملية التكيّف مع الفراغ المرجّح قد بدأت فعلاً ولو لم يعترف بذلك ايّ معنيّ او مسؤول، بل ان بعض المؤشرات العلنية الى هذا التكيف ستُترجم في العمل على إصدار دفعة جديدة من التعيينات في جلسة مجلس الوزراء من منطلق توظيف التفاهمات السياسية داخل الحكومة التي ستصبح على محك صعوبات قد لا تسمح بالاستمرار على الوتيرة نفسها متى حلّ الفراغ الرئاسي وانتقلت صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً بعد 25 ايار.
وكشفت المصادر ان ثمة داخل فريق 14 آذار تحديداً اتجاهاً الى إثارة مسائل اساسية دستورية وقانونية تتعلق بفترة الفراغ ستقفز الى الواجهة في وقت قريب. ومن هذه المسائل إثارة موضوع نصاب الثلثين للانتخابات الرئاسية الذي مكّن فريق 8 آذار من تعطيل الجلسات الانتخابية فيما لا شيء محسوماً في الدستور لجهة استمرار نصاب الثلثين في الدورات التي تلي اول جلسة انتخابية. كما ان هناك مسألة تتعلق بالاستمرار في عقد الجلسات التشريعية بعد انصرام المهلة الدستورية وهل يجوز عقدها ام يفترض توقفها الى حين انتخاب رئيس جديد في ظل تقارير عن ان رئيس البرلمان سيستمر بالدعوة لجلسات تشريعية حتى لو حلّ الفراغ.
ووسط هذه الاجواء لا تتردّد المصادر نفسها في الحكم سلباً على ايّ تحرك داخلي يجري لإنقاذ الاستحقاق في موعده على غرار التحرك الذي يقوم به رئيس حزب الكتائب امين الجميل، معربة عن اعتقادها ان هذا التحرك لن يفضي في أفضل أحواله الى أكثر من طرح الجميل نفسه كمرشح الفرصة الأخيرة بديلاً من كل من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من دون توافر اي فرصة جدية لتحقيق توافق واسع حوله.
ومع ان المصادر اكدت ان جعجع يظهر استعداده لتجيير ترشحه والأصوات التي نالها في الدورة الاولى لاي مرشح اخر من فريق 14 آذار يمكن ان يحظى بغالبية اكبر في الاصوات، فان المصادر اعربت عن ثقتها بأن فريق 8 آذار لن يبدّل نهج تعطيل النصاب في وجه اي مرشح من فريق 14 آذار والمضي في رهن الاستحقاق لموضوع ترشح عون في التوقيت الذي يراه الأخير ملائماً له.
وفي اعتقاد هذه المصادر ان الاسبوعين المقبلين يكتسبان بُعداً حاسماً في موضوع عون الذي تثير قنوات تواصله مع رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري معطيات شديدة التناقض والغموض اذ يتعمّد عون وفريقه إسباغ طابع موغل في التفاؤل بوصول عون الى الرئاسة استناداً الى هذا التواصل مع الحريري، فيما تكرر اوساط رئيس "المستقبل" المعنية ان هذا التواصل وعلى اهمية استمراره لم يقترن مرة بوعد من الحريري بالموافقة على انتخاب عون وتزكيته للرئاسة.
ونقلت المصادر نفسها في هذا السياق عن أحد المراجع نصحه لكل مَن يلتقيهم من الجهات السياسية بأخذ البيانات والمواقف الرسمية التي يعلنها سفراء الدول المعنية المؤثرة بعين الجدية لجهة عدم وجود تدخلات حقيقية هذه المرّة في أسماء المرشحين الرئاسيين، أقلّه حتى الساعة.