إنشغل العالم بالانفجار الذي وقع في مدينة حلب والذي إستهدف فندق الكارلتون، إلا أنه كان لافتاً التكتّم الشديد الذي أحاط بهذا التفجير، رغم تصويره من بعض وسائل الإعلام على أنه نصر إستراتيجي للمعارضة السورية في حلب.
وعند النظر الى حجم الانفجار، لابدَّ من البحث عن الأهداف والأسباب التي دفعت الجماعات المسلحة السورية لإستهداف فندق بعبوات قدرت بـ15000 كلغ من المواد المتفجرة، وفي هذا التوقيت تحديداً الذي تشهد فيه مدينة حمص القديمة تسوية كانت الدولة السورية هي الرابح الاول فيها.
ومن هنا فإنّ هذا التكتم الذي أحاط بالانفجار جعل منه سببا للبحث في أهدافه، وبتعبير أدقّ لا بدّ من البحث عن لغز هذا التفجير. فحلب التي تعتبر المركز الاساس والاستراتيجي للمرحلة المقبلة في الأزمة السورية باتت محط أنظار المراقبين عند اي حدث قد تشهده.
وفي إطار البحث عن سر هذا الانفجار، أكدّت مصادر لـ"النشرة" أن "حزب الله والجيش السوري تمكنا من إستدراج المسلحين الى الوقوع في كمين نوعي". وفي تفاصيل هذه العملية؛ قامت الجماعات المسلحة بحفر نفق في محيط الفندق ظناً منها - بناء على معلومات مسربة - ان هذا الفندق يحوي غرفة عمليات مشتركة لحزب الله والجيش السوري وقامت بتفجير العبوات على أساس التقدم الى المنطقة بعد مقتل كافة العناصر في المبنى.
ودائما حسب مصادر "النشرة"، فقد تقدمت المجموعات المسلحة بعد التفجير مباشرة لتتفاجأ بانفجار آخر في النقطة التي كان من المقرر التقدم من خلالها؛ حيث وقعت العناصر المهاجمة بين قتيل وجريح، وتبع الانفجار مواجهات عنيفة على مسافات قريبة جداً مع من تبقى من هذه الجماعات.
وفي سياق متصل، اشارت المصادر الى أن "حزب الله والجيش السوري تمكنا سابقاً من تنفيذ عملية نوعية في محيط "الراموسة" في ريف حلب أسفرت عن مقتل العشرات من مسلحي الجبهة الإسلامية، بالتزامن مع إشتباكات عنيفة في حي العامرية وجمعية الزهراء في ريف حلب التي ترافقت مع قصف صاروخي ومدفعي عنيف طال تحصينات المسلحين في محيط جمعية الزهراء"، لافتة إلى أنّ "حزب الله والجيش السوري تمكنا ايضا من صد هجوم على معمل الإسمنت قرب الراموسة، حيث تم التقدم في محيطه".
واكدت المصادر لـ"النشرة" أنّ "الجيش السوري وحزب الله نفذا عدداً من العمليات العسكرية يوم أمس في عدد من أحياء وقرى المدينة الصناعية بالشيخ نجار، وفي محيط سجن حلب المركزي، والليرمون، وكفر حمرا، وخان العسل وعزان".
إذاً دخلت الأزمة في حلب مراحلها الاخيرة؛ بعد ان اصبح العمل الأمني هو نواة العمل العسكري الذي لم يكن يوما الا مدويا على الصعيدين الداخلي والدولي لصالح القيادة العسكرية السورية. وهذه لعبة "حزب الله" المفضلة التي مارسها طوال سنين الحرب مع اسرائيل؛ ممّا سيفتح أبواب المفاجآت في ايام الأزمة المقبلة.