بات ضغط النزوح السوري يرخي بثقله الأمني والاقتصادي والاجتماعي على مختلف المناطق اللبنانية والجنوبية ومنها مدينة النبطية ومنطقتها، حيث بدأ تجمّع الأندية والجمعيات في النبطية جولة على نواب المنطقة وفاعلياتها للمطالبة بتنظيم هذا النزوح والحدّ منه، خصوصًا أنّ عدد النازحين وصل إلى الأربعين ألفاً، منهم 1200 في بلدة كفررمان وحدها.
وفي هذا الاطار، يتخوف التجمع من خلايا نائمة أمنية في صفوف النازحين خصوصًا أنّ معظم الشباب منهم مدربون وقد خدموا الخدمة الاجبارية في الجيش السوري النظامي، كما أنه لم يعد بمقدور البلديات تلبية احتياجات النازحين من كهرباء ومياه وصرف صحي، علمًا أنّ المياه مقطوعة عن مدينة النبطية نتيجة ضعف التيار الكهربائي الذي ادى الى ضعف في ضخ المحطات للمياه في الابار الرئيسية فضلا عن أنّ مجرى نهر الزهراني قد جفت مياهه نهائيا نتيجة قلة المتساقطات.
هذه الهواجس الناجمة عن النزوح وتداعياته أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا حملها وفد التجمع لكلّ الفعاليات في المدينة الذين أكدوا لهم أنّ النزوح بات يفوق كلّ الامكانات وهو يحتاج إلى خطة لتنظيمه، وهذا ما يجب على الحكومة القيام به بالتعاون مع الأمم المتحدة والدول المانحة من خلال إقامة مخيّمات لاستيعابهم في البلدات السورية المستقرة أمنيًا.
وفي اتصال مع "النشرة"، أوضح عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر أنّ النزوح السوري الى لبنان فاق كل تصور حتى أنّ لبنان بات ينوء من هذا الامر وهو يطالب الدول المانحة والامم المتحدة بحل لهذا النزوح ومساعدة لبنان على الكلفة الباهظة التي يتكبدها جراء هذا النزوح وتداعياته أمنيًا واقتصاديا واجتماعيا، وطالب جابر باقامة مخيمات للنازحين السوريين في المنطقة الواقعة بين جديدة يابوس والمصنع، مؤكدا أنّ حلّ ازمة النزوح السوري تحتاج الى تعاون وطني والى اجراءات لا بد للحكومة ان تقوم بها.
ولفت النائب جابر إلى أنّ النزوح السوري بات يشكّل تهديداً كبيراً لاستقرارنا الاجتماعي والاقتصادي ولأمننا الداخلي، وقال: "على الحكومة اللبنانية ان تسعى بكل الوسائل الى تنظيم هذا النزوح والحد منه والتعاون مع السلطات السورية ومع الامم المتحدة لأجل ايجاد الحلول والبدائل لأن استمرار الحال على ما هو عليه لا يجوز"، وأضاف: "على الرغم من تضامننا مع الشعب السوري وتقديرنا للمأساة الانسانية التي يعانيها هذا الشعب، إلا أنّ لبنان لا يستطيع بمفرده ان يتحمل كل هذه الاعباء، وعلى الدول العربية والمجتمع الدولي القيام بواجبهم في تحمل اعباء هذه المأساة والبدء بالوفاء بالوعود المالية التي قدمت في مؤتمر الكويت".
من جهته، كشف رئيس جمعية تجار محافظة النبطية وسيم بدر الدين لـ"النشرة" أنه سلم الخلية الفرعية لمتابعة أوضاع النازحين السوريين في النبطية كتابا دق خلاله ناقوس الخطر وحذر من أبعاد وانعكاسات هذا الملف على الامن الوطني والقومي في لبنان.
ونبّه بدر الدين إلى أنّ أخطر ما في الأمر أنّ هذه الازمة لم تتوقف بعد فهي شبيهة بكرة الثلج تكبر يوما بعد يوم، وقلّل من شأن الاجتماعات والمؤتمرات "التي نرى ونسمع فيها الكثير ولكن يتمخض عنها القليل من العمل الجدي والفعال"، وقال: "نحن ندق ناقوس الخطر ونحذر بصوت عال من انعكاسات هذه الازمة الخطيرة والكبيرة بكل جوانبها على لبنان وعلينا، مع قناعتنا باستحالة المعالجة وبقرب انفلات زمام الامور لتتحوّل هذه الازمة الى ملف وجودي خطير وأخطر بكثير من الملف الفلسطيني في هذا البلد".
ولأهالي الجنوب موقفهم أيضًا ومنهم علي أحمد صفي الدين الذي أكد لـ"النشرة" أنّ الجنوبيين هم شعب مضياف يرحبون بالضيف خصوصًا إذا كان عربي النخوة، ولكنه لفت إلى أنّ جرائم يرتكبها النازحون، وسأل: "هل سمع الوطن أنّ نازحة سورية ملثمة كانت تتسول وعندما لم تعطها صاحبة منزل في كفرصير قامت بطعنها ببطنها بسكين وهي تدعى زهراء سالم سويف وقد نجت من الموت بقدرة إلهية وأن المتسولة السورية استغلت وجود منزل سويف في خراج بلدتها وخططت للسرقة وليس للتسول الا ان الله حمى البيت وأهله؟ وهل سمع وطننا أنّ سرقات عدة تقع في الجنوب ويقف سوريون نازحون وراءها وان اعمالا مخلة بالامن يقف نازحون سوريون وراءها؟"
وختم قائلاً: "أيها الوطن ارحم رعاياك وفتش عن حل لازمة النازحين كيفما تراه مناسبا لاننا لم نعد نحتمل ونحذر من الانفجار الاجتماعي القريب، فهل من يسمع؟"