رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب عباس هاشم ان "دول العالم الثالث كلها تعيش ازمة النص والتطبيق، وازمة الارتقاء بنصوصها الدستورية والقانونية الى مستوى المؤسسات لتحاكي احدث الدول الغربية الراقية، وازمة واقعها السياسي والبنيوي حيث تتجاذبها تناقضات تعيق مسيرة تقدمها وتحول دون وصولها الى المستوى الذي تنشده".
وخلال مشاركته في ندوة تحت عنوان "الحكم الديمقراطي -فاعلية البرلمان واستقلاليته" اقامتها الجامعة الاسلامية في لبنان، اعتبر هاشم ان "افضل النصوص التشريعية والدستورية وانجحها هي تلك التي تتلاءم وتراعي خصوصيات البنى السكانية وطبيعة انتمائها وعناصر مكوناتها".
ولفت هاشم الى ان "الكلام عن استقلالية وفاعلية مجلس النواب اللبناني هو جزء من الكلام عن مجالس النواب في دول العالم الثالث، وشريعة الغاب التي سادت في الماضي لا تزال هي نفسها تمارسها الدول العظمى على الدول الصغرى، تارة بالتهديد بالعصا وتارة بالتلويح بالجزرة".
من جهتها، تمنت سفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجلينا ايخهورست ان "يتمكن لبنان رغم الخلافات والاختلافات في ان يتوصل الى اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي".
من جهته، اعرب نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي عن "تقديره للدور الذي تقوم به ايخورست في لبنان"، لافتا الى "اننا نشعر دائما بمدى الانسياب بينها وبين الملف اللبناني لانها اصبحت مسألة شخصية عاطفية"، شاكرا اهتمامها بلبنان وبالجامعة الاسلامية.
واضاف الفرزلي "نقلنا التجربة الى لبنان حيث صارت الجلسات العامة منقولة على وسائل الاعلام مع الاحتفاظ بسرية عمل اللجان النيابية ومع ذلك لم يتحسن الوضع، ولم نستطع ان نؤمن مشاركة حقيقية بين الرأي العام وبين المجلس النيابي من حيث اجراء عملية الحساب الحقيقية للنواب، لان قوانين الانتخاب تحول دون امكانية تحقيق هذا الهدف".
ورأى الفرزلي ان "النظام الاكثري في لبنان لم يعد قادرا ان يلبي متطلبات الشعب اللبناني في تأمين لعبة برلمانية ديمقراطية حقيقية، ولابد من اعتماد النسبية داخل كل طائفة"، معتبرا ان "هذا النظام هو مشروع حروب اهلية في لبنان، وانه اذا استمر هذا النظام فلا امل بديمقراطية".