نقلت مصادر قريبة من حزب الله عبر "الاخبار" شعوره بالحرج الشديد عندما رد البطريرك الماروني مار بشارة الراعي وفده برئاسة رئيس المكتب السياسي في حزب الله السيد إبراهيم امين السيد خائباً على أدراج بكركي، مصراً على حصرية الزيارة للكيان الصهيوني ونتائجها بالإطار الديني والرعوي". علماً بأن الوفد لم يكن الأول، بل سبقته إشارات ثم اتصالات مباشرة أو عبر حلفاء.
وذكرت ان "الحرج تحول إلى ضيق مساء أول من أمس، عندما صلى الراعي في بلدة كفرناحوم قبالة الحدود الجنوبية المحررة وفي الذكرى الـ14 للتحرير، على نية العملاء وعائلاتهم الذين فروا مع جيش الاحتلال عند تحرير الجنوب، قبل أن يلبي دعوة عشاء في الناصرة". أسباب الحرج بلغت ذروتها بالعظة التي توجه بها إلى العملاء، قائلاً إنهم "ضحايا يدفعون ثمن لعبة دولية وإقليمية ما"، واعداً إياهم باستكمال متابعة قضيتهم في لبنان حتى عودتهم.
المصادر كشفت أن الحزب يجري مشاورات مع حلفائه، ولا سيما المسيحيون، لتحديد نوعية العلاقة الجديدة التي ستربطه بالراعي بنسخته الجديدة. فهو "لا يمكنه أن يسكت كأن شيئاً لم يحصل، كذلك لا يمكنه أن ينقلب ضده بسبب حساسية هذا الأمر" تقول المصادر.
شكل المرحلة المقبلة بين الحزب والراعي، يرتكز على المتابعة الدقيقة لكل محطات الزيارة والشخصيات التي التقاها الراعي والتصريحات التي أدلى بها. في المحصلة، تصبح الاقتراحات بحسب المصادر، مفتوحة لا تنحصر بإصدار بيان نقدي للزيارة، مرجحة أن تصل إلى قرار بمقاطعة بكركي احتجاجاً.
ولا يخفي مسؤولو حزب الله أن عدم مراعاة البطريرك "التوازن اللبناني الدقيق" يحرّر الحزب من مراعاته لهذا التوازن، "خصوصاً في ما يتعلّق بالوقوف عند خاطر بكركي ومواقفها من الاستحقاق الرئاسي".