منذ خروجه يستقبل عامر أريش المهنئين رغم مرور أكثر من أسبوعين على إطلاق سراحه. بدا أكثر واقعية تجاه التطورات الجديدة التي تعيشها طرابلس، منذ تطبيق الخطة الامنية. فقد ظهر أنه نادم على ما قام به خلال الاحداث منذ 7 ايار 2008 والى اليوم، فهو من أبرز الذين دبّت فيهم الحماسة في 7 ايار الشهير يوم لبّى نداء تيار "المستقبل"، كما يقول، وسارع إلى بيروت لإنقاذ "المستقبليين" من "حزب الله" وصُدِم خلال وصوله الى شارع الحمرا حيث وجد مسؤول الأفواج حينها يغط في نوم عميق، وكأن شيئا لم يحدث في الخارج.
منذ ذلك اليوم ومع انطلاق جولات العنف العبثية في طرابلس، بدأ نجم عامر اريش يسطع في طرابلس على انه قائد مجموعة لا يقل عديدها عن خمسين عنصرا من الشباب المتحمس الذي يعتبر أنّ خوض الجولات ضد جبل محسن هو بمثابة الدفاع عن الكرامة.
يجلس اريش في محله التجاري لبيع الدواليب يحيط به عناصر مجموعته الذين بدت عليهم أصول الطاعة لقائدهم، وأنهم بعد تطبيق الخطة هم مدنيون مسالمون وأنّ أريش وضع لهم خطوطا حمراء في كل المراحل التي مضت، هي عدم التعرض للجيش اللبناني والمؤسسات الامنية، بل لعب اريش، كما يقول، دورًا في إنقاذ العلويين الذين لم يحملوا السلاح في المعارك، وهو في ذلك يعتبر نفسه من الملتزمين دينيا وان الاسلام ليس ارهابيا على غرار ممارسات "داعش" و"النصرة"، واذا حمل السلاح فهو فقط للدفاع عن منطقته.
خيبة أمل عامر اريش من تيار "المستقبل" بلغت الذروة، وهو يعتبر أن "لا عودة إلى الوراء" بعد أن خبر القيادة المستقبلية في التعاطي معه، حيث تخلوا عنه عند اول مفترق طريق فوجد نفسه هو وزملاؤه قادة المحاور الآخرون وحيدين لا سند لهم.
ويقول اريش في حديث خاص لـ"النشرة" انه لم يعد له ثقة بالتيار الازرق ورئيسه ونوابه، وان هذا التيار سيدفع الثمن غاليا في الانتخابات النيابية المقبلة، ويسخر مما سمّي بالهبة التي قدمها الحريري إلى شارع سوريا واصفًا إياها بأنّها مجرد دهن واجهات المباني، معتبرًا أنّ هذه المباني بحاجة إلى عملية ترميم وتأهيل لأنها آيلة الى السقوط، وهذه الهبة بمثابة ذر الرماد في العيون، كما يؤكد أنّ أبناء التبانة ليسوا بهذه السذاجة التي يعتقدها الحريري، "وهو ساعة يشاء يريدنا أن نقاتل من أجل تحقيق أهدافه السياسية، واليوم زجّ بنا جميعًا في السجن، وما حصل لن ينساه كل اهالي التبانة والبداوي والقبة وأهالي الأسواق الداخلية".
يجزم اريش انه لن يحمل السلاح بعد اليوم ولن يخوض معارك عبثية كرمى لعيون أحد، "اللهم إلا ذا عاد (المسؤول في الحزب العربي الديمقراطي) رفعت عيد إلى جبل محسن"، ويتابع: "عندئذ نفهم أنّ هذه العودة هي اعلان حرب جديدة، لكنني واثق أنّ الخطة الامنية لن تتوقف وان الجميع ملّ من الفوضى"، ويشير إلى أنه اليوم يعتبر نفسه حليف كل من هو ضد تيار "المستقبل" ما عدا "حزب الله".
اما عن تمويله بالمال والاسلحة خلال الاحداث، فيؤكد انه تلقى مساعدات مالية من رجال اعمال في البداوي.
ويختم حديثه بالاشادة بدور رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وبالوزير فيصل كرامي الذي بادر الى تعيين محام له هو محاميه الخاص، ويشدّد على أنه سيكون إلى جانبهما في الانتخابات المقبلة، اما وزير المال السابق محمد الصفدي فانه لن يدعمه وسيقف في وجهه كما سيفعل ذلك مع "المستقبل".