نقلت صحيفة "القدس العربي" عن الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري قوله خلال سهرة سياسية أقيمت في منزل شخصية أردنية بارزة هي الدكتور عمر الجازي أنّ "حزب الله" تورط ولاسباب لا تبدو مفهومة في المصيدة التي رسمت له بعناية من قبل العديد من اجهزة الاستخبارات التي ترعى وتمول تفريخ المجموعات العنيفة المتشددة في سوريا مثل داعش وجبهة النصرة.
وبحسب الصحيفة، اعتبر الحريري أن داعش والنصرة أسّستا أصلا لجذب رجل حزب الله واللافت جدا ان الحزب وقع في المصيدة المكلفة والنتائج الان وخيمة قبل دراسة المستقبل، مستغربا كيف ولماذا وعلى أي اساس دخل حزب الله في المصيدة، وكذلك كيف اقتنع الجناح العقائدي في حزب الله بان الطريق الافضل لدخول الحرب والقتال في سوريا هي عبر لافتة طائفية.
ورأى الحريري أنّ الحزب كان اذكى وانضج في الماضي لان النتيجة السريعة لمجمل هذا الخطاب تمثلت في وجود مئات النساء الشيعيات اللبنانيات وآلاف الشباب الذين يطرحون ببساطة اليوم سؤالا مباشرا حول تلك المسافة الفارقة ما بين الرغبة بالموت او الاحساس في الحياة، معتبراً أنّ ما حصل في تفجيرات السيارات المفخخة لم يكن مجرد ضربة للمنظومة الامنية التابعة للحزب بقدر ما كان رسالة قوية جدا ضد منطق الحزب نفسه كمؤسسة أمنية.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن أحمد الحريري تأكيده أنّ العلاقة مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون مفيدة في الاطار الداخلي الان وقد تكون مفيدة عندما يتعلق الامر بحسابات عودة الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه، وكذلك قوله: "بصراحة مصلحتنا تتطلب وجود رئيس مسيحي قوي مثل عون في موقع الرئاسة لان القوة هنا تحديدا عنصر فارق في الحسابات مع تدخلات وتاثيرات النظام السوري المحتمل وبصراحة اكثر لا يوجد ما يمنع في حسابات معمقة بقاء بشار الاسد في السلطة لان انتقال السلطة في دمشق الى رئيس من الطائفة السنية قد يدفع باتجاه التعامل مع لبنان كحلقة ضعيفة وباعتباره المحافظة 19، لذلك وجود رئيس يقول بكل اللغات انه يحكم باسم طائفة في سوريا مفيد لانه يرفع من منسوب الوطنية اللبنانية ويبقينا في حالة حذر دفاعا عن مصالح لبنان افضل من الاستسلام لنظام سني يعيدنا جميعا للتفكير في لبنان كحلقة تابعة".
وأضاف: "على هذا الاساس ذهبنا في تيار المستقبل باتجاه لغة التناغم مع الجنرال عون وهو امر مرده خيار عودة الاسد الذي كنا نتوقعه وعلى الاقل يوجد شخصية قوية وطنية من الطرف الاخر يمكن التفاهم معها وهذه نقطة مهمة وان كانت علامة سلبية لحزب الله".
وشدّد على أنّ "العامل الايراني مهم جدا في المعادلات الاخيرة وهو عامل دفعنا نحن في تيار المستقبل نحو التوافق فقد باغت الأميركيون الجميع بتفاهمهم السري مع ايران على الملف النووي ولاحظنا جميعا اندفاع طهران رغم انها حصلت في عام 2008 على اكثر مما هو معروض عليها الان".