مع توسّع أعمال "داعش" الميدانية في العراق، والتخوّف من تحريك خلايا إرهابية نائمة في لبنان تزامناً مع عمليات "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، رفع "حزب الله" من حال تأهّبه الأمني، وكثّف تنسيقه مع الأجهزة الرسمية تفادياً لوقوع أي عمليات إرهابية قد تستهدف الضاحية الجنوبية أو الهرمل والمناطق الأخرى المحسوبة عليه شعبياً، كما كان يحصل قبل سقوط القلمون عموماً ويبرود بشكل خاص. فمنذ ورود الخبر الأول عن إجتياح "داعش" ومجازرها، أصبح جهاز الأمن التابع للحزب حاضراً لمساندة القوى الأمنية، وتزويدها بما لديه من معلومات خصوصاً في المناطق التي قد تتحرّك فيها الخلايا الإرهابية. "أُعلن الإستنفار، وإنطلقت التحريات المنسّقة مع القوى الأمنية التي وضعت بكل التفاصيل"، تقول المصادر المتابعة، وتضيف: "عُمّمت مواصفات السيارات المشبوهة التي لم يُعثر عليها خلال الخطة الأمنية على الحواجز المنتشرة من البقاع الى ضاحية بيروت الجنوبية، وبغالبيتها رباعية الدفع".
هذا التنسيق لم يكن ليحصل إلا عبر القنوات الرسمية بين الحزب والدولة، تقول المصادر عينها، لذلك إنطلقت الإجتماعات البعيدة عن الأضواء والإعلام، وتشير المعلومات الى أن مسؤول جهاز الأمن والإرتباط في الحزب وفيق صفا زار خلال الأيام القليلة الماضية، وزارة الداخلية والبلديات برفقة حسين الخليل، مساعد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهناك كان الإجتماع مع الوزير نهاد المشنوق.
رفع الحزب لمنسوب جهوزيته الأمنية شمل أيضاً المخيمات الفلسطنية، التي يستطيع أن ينشط في داخلها معلوماتياً أكثر بكثير من الأجهزة الرسمية، والتي تضمّ الكثير من الخلايا الخطيرة جداً. وتكشف المعلومات أنّ التركيز كان على مخيم برج البراجنة الواقع عملياً في الضاحية حيث تكثفت الإجراءات الصارمة حيال المقيمين والقادمين اليه.
أضف الى المخيمات، وضمن إطار تخوفه من خيانة قد تحصل بين المقيمين في الضاحية، لم ينس الحزب في نشاطه الأمني الأشخاص المشبوهين في المنطقة، وأعطى الأجهزة الأمنية لوائح بأسماء هؤلاء كي تتم مراقبتهم عبر تعقب حركة الإتصالات الخاصة بهم.
إذاً عندما يشعر الحزب بالخطر، تفقد الحملات السياسية التي تشن على سلاحه وجهازه الأمني وسرايا المقاومة قيمتها، وينتشر الى جانب القوى الأمنية المتفهمة لدوره والمتعاونة معه تفادياً لأي عمل تخريبي ارهابي.