اكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذكس مار اغناطيوس افرام الثاني أن "مسيحي الموصل هجروا، غير انهم تجمعوا في مجتمعات صغيرة في بلدات وقرى كثيرة شمال العراق، حيث فتح لهم محبو السلام والناس الطيبون بيوتهم وكنائسهم"، مشيرا الى أن "حكومة اقليم كردستان ساهمت في استقبالهم، فلم يشعروا بانهم في غربة او تهجر، بل بين اهلهم، بحكم وجود أبرشيات لنا هناك".
واعتبر البطريرك افرام في حديث لصحيفة "النهار"أن "المضحك المبكي هو أن أهل الموصل المهجرين يجدون انفسهم اليوم بين جيران سابقين مهجرين بدورهم"، لافت الى أنه "وفقا لمعلومات مؤكدة فإنه انه لم يتم التعرض للكنائس في الموصل، على الرغم من تردد معلومات عن حرقها".
وأوضح أن "تهجير المسيحيين في العراق وسوريا ليس الحل، لأن الشجرة التي تُقتَلع من جذورها تموت على مرّ الزمن"، مشيرا الى أنه "على الرغم من أن الغرب قد يجلب نوع من الراحة، إلا أنه لن نستطيع هناك، ككنيسة وجماعة مسيحية مشرقية، الحفاظ على هويتنا وتقاليدنا، فمشروع الكنيسة مشروع شهادة، والحل ليس بالمغادرة اطلاقا".
وطلب البطريرك من "الحكومات المساعدة في اعادة بناء، ليس البيوت والكنائس والاديرة والمدارس والجوامع فحسب، انما ايضا الانسان، واللجوء كمسلمين ومسيحيين الى الخطاب الوسطي، الى قبول الآخر، الى رؤية وجه الله في الانسان الذي امامنا".
ورأى أن "التطرف الاسلامي الذي تشهده المنطقة غريب عنها، وهو فكر مستورد"، معتبرا أنه "ليس موجها ضد المسيحيين فحسب، انما ايضا ضد اي انسان لا يقبل هذا الفكر الاقصائي، التكفيري، وهناك ايضا تطرف ضد الشيعي، وحتى ضد السنّي"، مؤكدا أنه يؤمن بالتعايش "ولا خيار آخر لدينا اذا اردنا البقاء في هذه الارض، علينا ان نعمل مع الجميع، وفي الدرجة الاولى اخوتنا المسلمين".