بعد إتخاذ مدرسة SABIS "العلمانية" الكسروانية في أيار الحالي قراراً يمنع الطلاب من وضع إشارة الصليب على جبينهم والسماح بالحجاب، عاد المشهد ليتكرّر مرّة أخرى، ولكن بشكل مختلف في بلدة عبرا التي تتميّز بالتعايش الإسلامي المسيحي عبر إصدار رئيس بلديتها بياناً يطلب فيه من المقيمين في عبرا إحترام حرمة شهر رمضان وعدم المجاهرة بالإفطار.
فعلها رئيس البلدية وتجرّأ على القيام بما لم يتجرّأ أحد على القيام به سابقاً، في دولةٍ يُقال إنها "علمانية". "النشرة" بادرت الى الإتصال برئيس بلدية عبرا وليد المشنتف لكنها لم تتمكن من التحدث معه لوجوده خارج لبنان بداعي السفر، الا أن عضو البلدية نعمان سليمان يؤكد "أننا لا ننوي تطبيق ما ورد في البيان على كامل أهالي عبرا بل هو موجه الى عدد صغير من المحال التي لا يتجاوز عددها العشرة وهي مقاهٍ يشرب فيها الأهالي "الأراغيل" ومحلات إنترنت". وفي هذا السياق، تشير المصادر إلى أنّ "الأهالي لا يتواجدون في تلك المقاهي إلا بعد الإفطار، ففي النهار تكون هذه المحال فارغة". ويلفت سليمان إلى أنّ "رئيس البلدية وكبادرة حسن نيّة منه تجاه المسلمين في صيدا، أصدر هذا البيان "الصُوَري" الذي لا ننوي تطبيقه".
في هذا السياق، يؤكد مصدر مطلع لـ"النشرة" أنّ "هذا االبيان صدر بعد تمني أحد مفتيي صيدا على مشنتف القيام بهذه الخطوة، فما كان من الأخير الا أن أطاع ولبى الطلب". بادرت "النشرة" الى الاتصال بمدير الاوقاف بدار الفتوى الشيخ هشام خليفة الذي أشار الى أنه "إذا فعلها أي من مفتيي صيدا فهذا حقه لأنه يبقى في إطار التمني وليس الفرض"، ويضيف: "بيان بلدية عبرا يبقى في إطار التمني وليس باستطاعتها أن تطبّق ما أعلنت عنه بالقوّة لأنها بذلك تخالف القانون والنظام العام".
حاول رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف، الذي سيعقد مؤتمرا صحافيا لدى عودته من السفر، أن "يساير" فعاليات صيدا" بخطوة لم يسبقه عليها احد حتى في المناطق ذات الاغلبية المسلمة، الا أنه وبهذه الخطوة التي سعى فيها الى إحترام خصوصية المسلمين كما يذكر البيان ضرب بعرض الحائط خصوصية "غير المسلمين" وإنتهك بإسم الدين الحريات الشخصية.
تقرير باسكال أبو نادر