هل انتهى مفعول الخطة الأمنية في طرابلس؟ وهل من الممكن أن تشهد المدينة استئنافا لجولات العنف العبثي استجابة لتطورات الاحداث من سوريا الى العراق؟ وماذا حصل مساء الاحد من تطورات امنية اعتبرت مؤشرات خطيرة تستهدف أمن المدينة واستقرارها؟
جملة أسئلة كانت حديث المجالس الطرابلسية طوال الساعات الماضية في ظل الاحداث الخطيرة التي كادت أن تعيد طرابلس الى دائرة الاقتتال العبثي، سيما وأنّ التجمعات والتظاهرات التي حصلت في القبة والتبانة وأمام مكتب الشيخ سالم الرافعي في منطقة الضم والفرز حيث انطلقت مسيرة باتجاه مسجد التقوى الذي لم يمض على افتتاحه أكثر من أسبوع ألقت بظلالها على المدينة، واعتبرت إشارات انتعاش لدى الخلايا الأصولية المتشدّدة في طرابلس المتأثرة بما حصل ويحصل في شمال العراق.
واتخذت تطورات الأحداث في طرابلس منحى خطيرًا إثر توقيف الجيش اللبناني لسلفيين مطلوبين أحدهما الساعد الايمن للحاج حسام صباغ (ابو الحسن)هو ابراهيم الادلبي والآخر سلفي من التبانة يدعى محمد درويش الدندشي.
يقول مصدر اسلامي طرابلسي أنّ توقيف الادلبي (أبو جبريل) شكل ضربة موجعة للقوى السلفية وخاصة للحاج حسام صباغ مما أدّى إلى استنفار القوى السلفية كافة والدعوة لاجتماع طارئ على وقع الغضب واطلاق الاتهامات يمينا وشمالا مع التهديد والوعيد، حتى أنّ أحدهم ألمح إلى إشارات داعشية واستنهاض حلم الامارة الاسلامية.
في الاجتماع الذي عقدته القوى السلفية في مكتب الشيخ سالم الرافعي، كانت الاتصالات حثيثة لاطلاق سراح الموقوفين وأعاد الذاكرة الى الوراء حيث كانت التظاهرات وقطع الطرقات تحصل عند توقيف كل مطلوب لكن الشيخ الرافعي تبلغ قرار منع قطع الطرقات والانتشار في الشوارع تحت طائلة المسؤولية.
غير أنّ الشيخ الرافعي خضع بالنتيجة لاقتراحات من فاعليات سلفية للاعتصام في مسجد التقوى والانطلاق بمسيرة راجلة من مكتبه في الضم والفرز نحو المسجد في تحد صارخ لقرار منع التظاهرات ولاقته تظاهرة اخرى من امام جامع حربا في التبانة نحو مسجد التقوى فيما كان سلفيو القبة ينطلقون من مسجد حمزة حيث الامامة للشيخ زكريا المصري ينفذون تظاهرة صاخبة على وقع التكبيرات وهتافات: "الدم السني عم يغلي غلي"...
وفي كل التظاهرات التي انطلقت مساء الأحد، كانت رايات "داعش" ترفرف دون غيرها من الرايات غير مكترثين بالخطة الامنية ولا بالتدابير الامنية المتخذة حتى أنّ الكلمات التي ألقيت كانت واضحة في التهديد من خلال الاعلان عن قرب انطلاق شرارة: "الثورة الاسلامية من طرابلس الشام" حسب تعبيرهم.
انتهت التجمعات ليلا على وعد اطلقه الشيخ سالم الرافعي بخطوات تصعيدية ستتخذ في حال لم يتم الافراج عن الموقوفين مع وقف حملات الاعتقال والدهم "للشباب السني" حسب تعبيره.
مصدر اسلامي طرابلسي اعرب عن خشيته ان تكون خلف الاحداث التي جرت وعودة الحيوية إلى شرايين القوى السلفية في طرابلس، أوامر خارجية ذات صلة باحداث العراق بل تزامنت مع نداء زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش - لان يتوجه جهاديو أهل السنة الى سوريا عبر جرود عرسال والى مناصرة: "الدولة الاسلامية في العراق والشام"..
يضاف الى ذلك، دائماً بحسب المصدر، أن من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي لسلفيين في طرابلس يتلمس بوضوح الروح "الداعشية" التي تغمر صفحاتهم ولا يخفون التأييد والتعاطف الى حد دعوتها الى الساحة اللبنانية...