أعلن مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي فشله في مهمته في سوريا لافتا الى أن "الأخطر هو أن المجتمع الدولي فشل في إخراج سوريا من محنتها وأن السوريين أيضاً فشلوا في التفاهم على صيغة توقف اندفاع بلادهم نحو الصوملة بكل ما تعنيه".
وأشار في حديث صحفي، الى انه "حين طرحت المهمة على كوفي أنان سألني عن رأيي فأجبته بما معناه "اغمض عينيك وقل نعم". الأمم المتحدة لا يمكن أن تستقيل من دورها لأن الأوضاع صعبة ومعقدة أو لأن احتمالات الفشل موجودة أو كبيرة أو غالبة"، متابعا "كنت أعرف أن المهمة بالغة الصعوبة وأن النجاح غير مضمون على الاطلاق لكنني تعاطيت مع المهمة كواجب. الأمم المتحدة لا يمكن ولا يجوز أن تدير ظهرها لسورية. الأمر نفسه وأكثر بالنسبة الى الجامعة العربية".
وردا عن سؤال، أوضح الإبراهيمي أنه "كان واضحاً أن النظام يعتبر ما يحدث مجرد مؤامرة خارجية من واجبه أن يحاربها بكل الوسائل ويفشلها. وكان واضحاً أن المعارضة ومعها من يدعمها في المنطقة والعالم، مصممة على أنه لا حل إلا بإسقاط النظام. كان المعارضون يقولون: لا يمكن أن نتكلم مع أحد من النظام إلا بعد سقوطه. وكنت أجبتهم: لماذا تتكلمون معهم إذا كان النظام قد سقط؟".
وجوا موافقة روسيا على بيان جنيف؟ أجاب: "حدث ذلك خلال مهمة كوفي أنان. الأكيد أن النص الذي صدر تمت مناقشته بسرعة كبيرة وانتهت بالاتفاق عليه وكان إنجازاً ضخماً. لكنه كان نصاً توافقياً بصورة أساسية بين الأميركيين والروس، أي بين هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف".
وزاد "أول خطوة في تطبيق هذا الاتفاق كانت أن يتحول إلى قرار من مجلس الأمن. هنا ظهر الشيطان في التفاصيل. اتضح وجود خلاف. بالنسبة إلى الأميركيين كان مفروغاً منه أنه لا دور للرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. الروس من جانبهم قالوا: لم نتكلم عن ذلك".
وشرح بأن "جنيف 1" صدر في 30 جزيران 2012، كانت هناك محاولة لخلق إطار للسوريين لكي يتفقوا على حل لمشكلتهم. عبارات "بقيادة سوريا" و"بموافقة السوريين" و"بمشاركة السوريين" تكررت في البيان، أي أن الإطار وجد ليتوصل السوريون إلى حل. في موازاة ذلك كان هناك فرضية لدى الأميركيين مفادها انه لا يمكن بعد الذي حصل أن يقود الأسد المرحلة الانتقالية أو أن يكون له دور فيها. بالنسبة إلى الروس كانوا يقولون إن هذا الموضوع (موضوع الأسد) يتم بحثه في حينه، أي أن تبدأ المرحلة الانتقالية بجلوس النظام والمعارضة معاً. تمسك الروس بهذا الكلام وأبلغوه أيضاً إلى وفد المعارضة السورية الذي زار موسكو قبل انعقاد "جنيف 2". قال الروس للمعارضة السورية: "نحن نوصلكم إلى غرفة وتجلسون مع النظام وتتفقون على ما تريدون.
ولم يقر في مجلس الأمن إلا عرضاً وبمناسبة صدور القرار 2118 الخاص بالأسلحة الكيميائية في سوريا. كان جنيف 1 توافقياً وسطحياً، ما جعل الدخول في المرحلة الانتقالية غير ممكن، لأنه لم يحصل اتفاق على آلية هذه المرحلة. بيان "جنيف1" كان ينص على وقف إطلاق النار وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة".