أفاد مصدر أمني مشرف على سير التحقيق في عملية توقيف الأشخاص في منطقة الحمرا، للاشتباه بتحضيرهم لعمليات إرهابية، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "الموقوف الفرنسي الذي لم يتم الإفراج عنه وصل إلى بيروت آتياً من باريس برفقة شخص آخر، مكلّف بمهمة مماثلة قبل أسبوع من توقيفه، وتوجها معاً من مطار بيروت إلى فندق "نابليون" في الحمرا، حيث كانت غرفة محجوزة باسميهما من قبل أشخاص موجودين في بيروت ليسا على معرفة بهم".
وأوضح المصدر أن "الموقوف وزميله كانا بانتظار تنفيذ العمليتين، لكن الأخير عدل عن المهمة وقرر مغادرة لبنان عبر المطار قبل يومين من مداهمة الفندق، أي يوم الأربعاء الماضي"، لافتاً إلى أن "الأجهزة المختصة تتولى حالياً التثبت من هويته عبر قيود الأمن العام في المطار".
وأشار المصدر ذاته إلى أن "المعلومات التي يقدمها الموقوف ضئيلة، والتحقيق معه يتقدم ببطء شديد، غير أنه اعترف بأن أشخاصاً كانوا يحضرون إلى الفندق ويقابلهم ويسلموه أموالاً لدفع مصاريف الإقامة في الفندق وبدل الطعام، لكنه يزعم أنه لا يعرفهم، وكان ينتظر تحديد ساعة الصفر ليأتي من يصطحبه ويسلمه سيارة مفخخة ويحدد له الهدف الذي سيقتحمه ويفجّر نفسه فيه". وأوضح أن "مثل هؤلاء الأشخاص غالباً ما يكونون مدربين ويصعب انتزاع اعترافات منهم بشكل سريع، سيما وأن هذه المجموعات تعمل بشكل عنقودي، أي أن الانتحاري لا يعرف بالضرورة من الذي فخخ السيارة ومن سلمه إياها، حتى إذا ما كشف أحد منها أو بعضها، لا تعرف هوية أعضائها الآخرين".
وبينت التحقيقات التي تجريها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، أن الفرنسي الموقوف اعترف بأن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش" جنّده في الخارج وكلّفه الانتقال إلى لبنان وتحضير نفسه لتنفيذ عملية انتحارية، على أن يبلغ بزمانها ومكانها في وقت لاحق.