حذر الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة ​أشرف القدرة​ من تفاقم الأزمة التي يعيشها القطاع الصحّي في غزة، جراء الحصار المفروض عليها منذ ثماني سنوات، واستمرار إغلاق المعابر، والنقص الحاد في الأدوية الذي تعاني منه وزارة الصحة في رام الله بنتيجة الديون المتراكمة عليها، ما أدى إلى تراجع الأرصدة الدوائية والعلاجات والمستهلكات الطبية إلى أرقام غير مسبوقة.

وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، أكدّ القدرة أنّ القطاع الصحي يعاني من نقص حاد في الأرصدة الدوائية، كاشفًا عن نفاذ 30% من الأدوية التي تعتبر ضمن القائمة الأساس، ما يعني أنّ 122 صنفا من الأدوية أصبح رصيدها صفر، و91% من القائمة المذكورة ستكون مهدّدة بالنفاذ خلال الاسابيع المقبلة.

ثُلث مرضى غزة في غياب عن علاجاتهم

ولفت القدرة إلى أنّ 50% من المستهلكات الطبية رصيدها صفر، مشيرًا إلى أن هنالك 58% من الأصناف مهددة بالنفاذ خلال الأيام المقبلة، وهذا يعني أنّ أكثر من ثلث مرضى غزة يغيبون بشكلٍ تام عن برتوكولاتهم العلاجية، خصوصاً في ما يتعلق بأدوية الطوارئ والمسكنات والتحاليل الطبية والمستهلكات الخاصة بالعناية المكثفة، مشدداً على أنّ ذلك يأتي في ظل استمرار القصف الذي يتعرض له قطاع غزة بشكل شبه يومي.

ونبّه القدرة إلى أنّ الأزمة التي يعاني منها القطاع الصحي هي جزء من الأزمات المتعددة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، جراء استمرار الحصار على القطاع بشكل غير قانوني وغير أخلاقي، ما أدى إلى تقويض حياة الفلسطينيين، وتهديد قطاعات مختلفة أخرى.

ولفت إلى أنّ قوافل المساعدات التي كانت تأتي إلى غزة أوقفت بشكل كامل، وقال: "النسبة التي كانت تصل إلينا من مستودعات وزارة الصحة في رام الله تعاني من نقص حاد في الأدوية جراء الديون المتراكمة على الوزارة في الضفة الغربية المحتلة".

نقص حاد في الوقود

وفي سياق آخر، لفت القدرة إلى أنّ القطاع الصحي أيضاً يعاني من أزمة حادة تتمثل في نقص الوقود، ووصلت إلى مرحلة غير مسبوقة، مشيراً إلى أن ما يتوفر لدى الوزارة لا يتجاوز الـ20% منها 5% يعتبر عادمًا وهو الموجود في قاع الخزانات ولا يمكن الاستفادة منه، ما يعني أنّ الموجود 15% يمكن استخدامه وهو ما يكفي لبضعة أيام فقط، منها ما يصل إلى 3 ايام في بعض المستشفيات، و7 أيام في مستشفيات أخرى.

وأشار إلى أنّ "كميات السولار والبنزين التي تحتاجها سيارات الاسعاف والنقل الصحي أصبحت في معدلاتها الدنيا وتكفي لبعض الأيام، وهذا دفعنا للقيام بإعادة جدولة لحركة سيارات الإسعاف والطوارئ، وسيارات النقل الصحي إلى 50% من معدلها اليومي في الحركة، ما يضع الطواقم الطبية في مأزق حقيقي إزاء التهديدات الاسرائيلية وقدرة سيارات الاسعاف على نقل المصابين من مناطق التماس مع الاحتلال الاسرائيلي".

وكشف القدرة أنه وبعد المناشدات والتحذيرات التي أطلقتها وزارة الصحة، أجرى وزير الصحة في حكومة التوافق الوطني جواد عواد، عدة اتصالات مكثفة مع الجهات المعنية وذات العلاقة، أثمرت عن توفير مبلغ مليون شيكل، يكفي لشراء المحروقات كالسولار، موضحاً أنه يتم الآن بحث الآليات التي يمكن أن تضخ من خلالها هذه الكميات إلى مستشفيات قطاع غزة بشكل عاجل. لكنه أشار إلى أنّ ذلك "يعطي فرصة للخدمات الطبية بمواصلة عملها لمدة عشرة أيام فقط".