حين سلم سعد المصري نفسه هو وزياد علوكي إلى مخابرات الجيش، كان ذلك جزءًا من التسوية السياسية التي أبرمت لإنجاح الخطة الامنية في طرابلس، وجاء التسليم بعد أن قام الشيخ سالم الرافعي بدوره في إقناع الرجلين بتسليم نفسيهما على أن يكونا خارج السجن خلال شهر.
المفاجأة كانت، بحسب ما تكشف مصادر مواكبة لـ"النشرة"، أنه بعد الانتهاء من التحقيقات في مخابرات الجيش معهما ونقلهما الى فرع المعلومات في بيروت، واستعادة التحقيقات معهما، طلب منهما عدم ذكر أحد المتقاعدين من السلك العسكري كان له علاقة بجولات وصولات طرابلس الاقتتالية. وبحسب المصادر، فإنّ سعد المصري أصرّ على اعترافاته، متهمًا هذا المتقاعد بأنه كان يزوّده بقذائف الهاون وأنه سلّمه جميع الأسلحة التي كانت بحوزته لتخزينها في مستودعات الأخير قبل بدء الخطة الامنية.
ويشير مصدر مطلع إلى أنّ مساومة تجري حاليًا مع المصري وعلوكي والموقوفين لعقد اتفاق يقضي بالالتحاق بتيار "المستقبل" بإمرة هذا المتقاعد، لقاء الافراج عنهم فورًا، لافتاً إلى أنّ هناك من يقوم بوساطة ويدعى (د ـ ل) لعقد الاتفاق الذي رفضه المصري، قائلاً أنه مستعد أن يُسجَن عشر سنوات ولن يقبل بهذه التسوية.
وحسب المصادر نفسها، فإنّ سعد المصري لم يتورط باحداث عديدة جرت في طرابلس والشمال باستثناء مشاركته في جولات القتال التي حصلت بين التبانة وجبل محسن وانه رفض المشاركة في الهجوم العسكري الذي حصل من اكروم على المواقع العسكرية السورية الحدودية عكس بقية الموقوفين الطرابلسيين الذين ادلوا باعترافات دقيقة وموثقة بتورطهم باحداث شاركوا فيها بطلب من شخص من آل ح. منها على سبيل المثال لا الحصر عمليات القصف على الضاحية الجنوبية وعمليات اكروم ووادي خالد والهجوم على مقر حركة التوحيد الاسلامي في ابي سمراء والطريق الجديدة.
ويؤكد المصدر أنّ الاعترافات كلها تثبت تورط هذا المتقاعد في كافة الاحداث تمويلا وتسليحا اضافة الى دعوى قضائية رسمية مقدمة من حركة التوحيد الاسلامي بحقه ولم تتراجع الحركة المذكورة عنها ورغم ذلك بقي هذا الشخص المحميّ محصنًا ومحميًا بعلاقة الصداقة والسياسة مع بعض النافذين سياسيًّا ولم يلاحق، حيث ورّط الشباب الطرابلسي ودخل بعضهم السجن بسبب تمرّدهم عليه باستثناء مجموعاته التي حافظت على ولائها له.
وتوضح المصادر أنّ مشاركة سعد المصري وعامر اريش بمهرجان ذكرى رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي قد استفزت البعض، مّما أدّى إلى مساومة المصري لاخراجه من السجن شرط تغيير موقفه، أما نصيب عامر اريش، فأشارت المصادر إلى أنّ ملفًّا قضائيًّا تمت فبركته لاتهامه بقضية قتل مسؤول في الحزب العربي الديمقراطي الملقب بالنواسة للضغط عليه، وأصبح اريش الذي اوقف لمدة شهر سابقا طريد العدالة مجددا، فعمد الى الفرار والتواري عن الانظار.
وحسب المصدر، فان الخلاف الذي حصل بين هذا المتقاعد والمدعو ابو مخيبر (حسام غية) وهو خلاف مالي حصل بعد عملية جبل اكروم ادى الى رفع الغطاء عن غية والى توقيفه منذ ثلاثة اشهر ويملك حسب المصدر معلومات هامة جدا.
ويضيف هذا المصدر ان هذا المتقاعد اشرف على التدريبات العسكرية لمسلحين جرت في جبل تربل وفي احراج برقايل، وان حجم تورطه كافٍ لادانته وفق اعترافات حوالي 60 موقوفا من طرابلس. وبذلك يصبح سعد المصري وزياد علوكي وعامر اريش والموقوفون الباقون الستون مجرد ضحايا وادوات جرى استعمالها، ويكشف المصدر أن هذا المتقاعد يقوم حاليًّا باعداد عناصر جديدة مع الحفاظ على العناصر التي بقيت مستمرة في الولاء له.