لليوم الخامس على التوالي، ما زال قطاع غزة يقبع تحت النار الاسرائيلية، يعتدى على أهله، تهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، ويقتل أطفاله ونساؤه وشيوخه، وسط عجز عربي ودولي مريب، جعل من غزة قطاعًا منبوذًا عن المجتمعين العربي والدولي ومؤسساتهما، متروكًا للقدر، وسخريته، كالطفل المعاقب من ذويه، مضطراً لخلع شوكه بيده، لا حول له وله قوة، سوى محاولات محلية لردع العدوان، من خلال المقاومة الفلسطينية التي لم تألُ جهداً من اليوم الأول في قصف مستوطنات العدو بالصواريخ الموقّعة سورياً وإيرانياً.
مخزون عسكري لا يستهان به
المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها أصبحت تمتلك مخزونا عسكريا لا يستهان به، يمكّنها من تحقيق إنجازات كبيرة، وتكبيد إسرائيل أكبر الخسائر البشرية منها، والاقتصادية، بحسب ما يؤكده العضو القيادي في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" جهاد طه، إذ أن كتائب "عزالدين القسّام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" تتابع قصف اسرائيل، وشل الحركة الاقتصادية فيها، حيث وصلت قدرتها العسكرية الى قصف مطار بن غوربون، على بعد 15 كيلومتراً من مدينة تل أبيب بأربعة صواريخ من طراز "أم 75" محلي الصنع، إضافة الى قصفها مطار نيفاتيم العسكري على بعد سبعين كيلومتراً عن قطاع غزة، واستهداف مدينة عسقلان بخمسة صواريخ، وقاعدة "تسيليم" العسكرية الاسرائيلية بستة صواريخ، فيما قصفت مدينة أسدود بتسعة صواريخ.
ويؤكّد طه أن "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لديها مئات الصواريخ البعيدة المدى التي تمكنها من ضرب أهداف في عمق إسرائيل على مسافات أبعد من كل هجماتها السابقة، من المساعدات الهائلة التي تتلقفها من سوريا وإيران". وعمّا اذا كان هناك نية لـ"حزب الله" بالمشاركة مع المقاومة الفلسطينية في ردع الهجوم الاسرائيلي على غزة، يلفت طه الى البيان الذي صدر عن قيادة "حزب الله"، والذي أفاد بأن مشروع المقاومة الاسلامية والفلسطينية واحد والقواسم مشتركة، ويضيف طه: "إذا ما أراد حزب الله المشاركة فنحن نرحب به وبأي جهة خارجية تريد مساعدة المقاومة الفلسطينية ولا مانع لدينا بذلك".
أين المجتمع الدولي؟
غيابٌ تامٌ وملحوظ للمجتمعين العربي والدولي عن هذه القضية، فلا احد يحرّك ساكناً، فجامعة الدول العربية أصبحت أشبه بمأوى العجزة منها الى المقر الذي يختص بحل المشاكل الدولية، في ظل الصمت، الشلل، والعجز الفاضح والمخيّب الذي يظهره إزاء هذا العدوان.
في هذا الصدد، يشير طه الى أن "غياب المجتمعين العربي والدولي ومؤسساتهما عن أبشع الجرائم التي تحصل بحق المدنيين هو امر مؤسف"، معتبراً انه "لا يوجد قرار من أي جهة دولية رسمية يلبي حاجات الشعب الفلسطيني الذي يتعرض كل يوم لانتهاكات وقتل وتدمير لمنازلهم"، متمنياً "أن ينظروا اليهم من الزاوية الانسانية".
ويلفت الى "غياب المؤسسات الانسانية والحقوقية، رغم كل ما يجري من جرائم، وعلى وجه الخصوص، جريمة قتل الطفل محمد أبو خضير الذي حرقوه ونكّلوا بجسده دون ان يرف لهم جفن". ويتساءل عن ذنب الشعب الفلسطيني إذا كان هناك مواجهات عسكرية، مشدداً على ضرورة "أن تقوم المؤسسات الانسانية والحقوقية الدولية بدورها ومحاسبة قادة اسرائيل على هذه الجرائم، إذ إنّ حصيلة ضحايا العدوان وصلت إلى ما يزيد على المئة شهيد منهم 30 طفل، و 680 جريح".
ويعبّر طه عن استيائه من السلطات المصرية "التي أغلقت معبر رفح في وجه المدنيين الجرحى دون معرفة الأسباب، بعدما فتح في اليوم الثالث على العدوان وتم اخراج فقط ثمانية جرحى"، إذ طلب من السلطات المصرية المعنية فتح هذا المعبر والمشاركة في إعالة الشعب الفلسطيني وإدخال كل وسائل الدعم الصحية والغذائية الى قطاع غزة.