أشار رئيس الكنيسة الانجيلية في حلب القس ابراهيم نصير إلى أزمة مياه كبيرة تشهدها مدينة حلب "بسبب سلوك المسلحين"، لافتا الى أن المياه غائبة عن المدينة منذ 63 يوما.
وأوضح نصير، في حديث لـ"النشرة"، أنّ المسلحين يقومون بقطع المياه كما بتفجير الأنابيب ما ينعكس مباشرة على الواقع الاجتماعي في المدينة، لافتًا إلى جهود جبارة تبذلها الحكومة والاجهزة المعنية لحل الأزمة، موضحًا أنه "تم حفر 80 بئرا ارتوازيا لكنّها لا تسد الا 10% من الحاجات".
وتحدث نصير عن نشاط في تجارة المياه في المدينة ما ادّى لارتفاع الاسعار كثيرا، موضحا أن سعر الف ليتر من المياه بات يتراوح ما بين 2000 و3500 ليرة سورية، ما يشكل عبئا كبيرا على المواطنين خاصة ان معظم هذه المياه غير صالحة للشرب.
ونفى نصير أن يكون هناك أزمة خبز في حلب، لافتا الى رفع أسعاره فبعدما كان ثمن سعر الربطة 15 ليرة بات سعرها 25 ليرة. أما بما يتعلق بالكهرباء فأكد وجود أزمة أيضًا نتيجة استهداف المسلحين لخطوط التوتر.
خطاب الأسد طمأن أهالي حلب
وفي ما يتعلق بالوضع الميداني، توقع نصير أن يغلق الجيش السوري خلال مدة معينة مدينة حلب فيحيط بكل أطرافها، ما يقطع خطوط الامداد على المسلحين ويخلق أرضية لانجاز تسويات معينة.
واعتبر نصير ان الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد ترك نوعا من الطمأنينية في نفوس أهالي حلب، "اذ يبدو ان المدينة ستكون أولوية في المرحلة المقبلة".
لا مستقبل لدولة تقوم على أساس ديني
وعن الوضع المسيحي داخل حلب بعد قيام دولة الخلافة الاسلامية في سوريا والعراق، شدّد نصير على ان لا مستقبل لدولة تقوم على أساس ديني في هذه المنطقة، لافتا في الوقت عينه الى ان دوامة العنف المستمرة تركت آثارا سلبية على المسيحيين في سوريا، فمنهم من ترك وهاجر ومنهم من هو صامد ويواجه.
وقال: "ثلث رعيتي ترك حلب الى مناطق اخرى في سوريا او ذهب الى لبنان او دول اوروبية".
واعتبر نصير ان التحدي الحقيقي في المرحلة المقبلة يكمن في اقناع من غادر للعودة الى الوطن كي يستعيد عافيته، مطمئنا الى ان عددًا كبيرًا ممن غادروا يتواصلون معه ويعربون عن رغبتهم بالعودة بأقرب وقت ممكن.