يراهن سياسي بارز منذ أيام في جلساته على أن لبنان سيشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل 20 آب المقبل. "لماذا 20 آب؟" يجيب بأنه موعد الدعوة إلى الانتخابات النيابية. وبعد اتفاق رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس سعد الحريري على أن الانتخابات الرئاسية يجب أن تسبق النيابية.
"يعني منقوم نهنّي؟". انتهت المسألة والحديث عنها ولم يبق إلا تقديم التهانئ للمرشح الذي سيفوز؟ أجاب السياسي أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة اسم الرئيس المقبل. يحكى عن عدد محدود من الأسماء بينها اسم قائد الجيش تأثراً ربما بالأوضاع في لبنان والمنطقة والتهديدات الأمنية الضاغطة، وبينها أيضاً أسماء سياسيين يتمتع بعضهم بشبكة علاقات واسعة في لبنان والخارج.
يقول السياسي أيضاً إن رئاسة الجمهورية شأن وطني عام بامتياز يعني كل لبناني، لكن الأفرقاء غير المسيحيين احترموا رغبة زعماء الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس في أن تكون لهم الكلمة المقررة في الاستحقاق وانتظروهم سنة ونصفاً، إلى أن تبين لهم أن هذا الانتظار عبثي لن يوصل إلى نتيجة، في حين تزداد الأوضاع الأمنية والاقتصادية والدستورية كذلك تعقيدا وصعوبة بما ينعكس على الجميع في لبنان ويهدد استقراره. لذلك كان لا بد من إعادة الموضوع إلى طاولة البحث الجماعي. بالطبع لا يتحمل جميع القادة المسيحيين وتحديداً الموارنة المسؤولية نفسها بالعدل والقسطاس باعتبار أن رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رفض ولا يزال تسهيل عملية ملء الفراغ رافضاً الدخول في عملية تفاوض لإخراج لبنان من هذه الدوامة، وليس مهماً هنا ما يقدم من ذرائع واقتراحات ما دام الموقف واحداً لا يتزحزح. يمكنه تالياً أن لا يدلي بأي موقف من دون أن يبدل ذلك في الوضع شيئاً، لاتكاله على تحالف مع "حزب الله" يؤمن له الحؤول دون اكتمال نصاب جلسة انتخاب الرئيس.
لكن السؤال يبقى عن الموقف الحقيقي لـ"حزب الله"، وهل سيستطيع التصرف بمفرده في موضوع الرئاسة بما يعني التخلي عمليا عن حليفه المسيحي في معركة يراها هذا الحليف مصيرية بالنسبة إلى سيرته السياسية ككل وحتى إلى مستقبل تياره؟ وهل يملك الحزب تقديم ما يرضي به الجنرال عون كي يوافق على انتخاب أحد غيره للرئاسة؟
أسبوع أو أسبوعان سيكونان كفيلين بتظهير الجواب، وإذا كان سلبياً سيعود التعويل – وإن بدا يائساً اليوم - على حركة ما تقودها البطريركية المارونية ويجري البحث في شكلها ومضمونها وسبل بلورتها، عمادها تشكيل "لوبي" ضاغط في اتجاه انتخاب رئيس مهما كلف الأمر من تضحيات مطلوب من جميع القادة الإقدام عليها رحمة بوطنهم وشعبه.
في الموازاة، توافق مصادر حزبية في 14 آذار على القول إن حركة الاتصالات سعياً إلى ملء الفراغ الرئاسي دبّت فيها الحياة بعد طول جمود وموات، وتؤكد أن الصيغة التي اعتمدت قبل التوصل إلى اتفاق على قائد الجيش السابق العماد ميشال سليمان لتولي الرئاسة سنة 2008 لن تتكرر، بمعنى أن البحث في الموضوع سيكون جماعياً ولن يفاجئ أحد أحداً بقرار منفرد على ما أكد الرئيس الحريري في كلمته التي حمّلها مبادرته الرئاسية الجمعة الماضي خلال الإفطار في "البيال" والمناطق. هذا يعني أن الرئيس العتيد لن يهبط بالمظلة.