لا تزال قضية توقيف الشيخ حسام الصباغ تشغل بال الأوساط الأمنية والسياسية في البلاد، نظراً إلى الأهمية التي يتمتع بها الرجل على الساحة الطرابلسية، وإلى الكثير من الشائعات التي يتم تداولها، والتي قد يكون أخطرها الكلام عن تصعيد كبير في الشارع، خلال الساعات الـ48 المقبلة، في حال لم يتم الإفراج عنه، لكن في حقيقة الأمر القضية باتت في مكان آخر مختلف كلياً.
وفي هذا السياق، يؤكد عضو "هيئة علماء المسلمين" الشيخ نبيل رحيم، في حديث لـ"النشرة"، أن لا جديد حتى الساعة في هذا الملف، باستثناء المتابعة التي تقوم بها الهيئة مع الفاعليات السياسية والأمنية في البلاد، وينفي المعلومات عن تحركات ضخمة في الشارع تؤدي إلى قطع الطرق، رغم تأكيده أن الإعتصامات والمسيرات التي تحصل في عاصمة الشمال ستبقى مستمرة سلمياً.
من ناحية أخرى، تشير مصادر مطلعة إلى أن هناك الكثير من الوعود بحل هذه القضية بعد عيد الفطر، لكنها تلفت إلى أن الأمور في القضاء قد تأخذ وقتًا أكثر، خصوصاً أن هناك مذكرات توقيف صادرة بحق الشيخ الموقوف، وبالتالي لن يكون من السهل معالجة الموضوع سريعاً.
وتوضح المصادر نفسها، في حديث لـ"النشرة"، أن توقيف الصباغ تم بناء على مذكرتي توقيف، الأولى تعود إلى العام 2007، متهم بموجبها بالمشاركة بتأليف عصابة مسلحة، وهي بالنسبة إليه قضية مضخمة كانت لها ظروفها وأسبابها، إلا أن تواريه عن الأنظار حينها ساهم في تطورها، أما الثانية فهي صدرت مؤخراً بسبب إتهامه بالمشاركة في جولات العنف في طرابلس، وتستند إلى صورة يظهر فيها الصباغ مسلحاً إلى جانب أنصاره في بداية الجولات في العام 2011.
وفي حين تشير مصادر سياسية طرابلسية متابعة لهذا الملف، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن المذكرة الأولى كان يجري العمل على معالجتها منذ مدة، تؤكد أن الرجل لم يشارك في جولات العنف الأخيرة، لا بل هو كان يحذر الشباب من المشاركة فيها، ويعمل على تهدئة المتهورين منهم، ومن هنا كان يتم الحديث عن دور إيجابي يقوم به على الصعيد الأمني في الفيحاء، وتلفت إلى أن السياسيين والأمنيين في المدينة يدركون هذا الأمر جيداً.
على صعيد متصل، ينفي أحد المقربين من الصباغ، في حديث لـ"النشرة"، الإتهامات التي توجه له بالإنتماء إلى تنظيم "القاعدة"، ويوضح أن أتباع هذا التنظيم لا يشاركون في الإجتماعات مع السياسيين والأمنيين الرسميين، بينما الصباغ كان يقوم بذلك من أجل حفظ أمن طرابلس، ويؤكد أنه لم يشارك في القتال لا في أفغانستان ولا في العراق ولا في سوريا، إلا أنه لا ينفي ذهابه إلى الشيشان في وقت سابق.
أما بالنسبة إلى التواصل مع الشيخ الموقوف، يكشف المقرب من الصباغ، بعد أن حاول التملّص من الحديث عن الموضوع، عن حلحلة قد تحصل على هذا الصعيد خلال الساعات المقبلة، من دون أن يفصح عن طبيعتها من أجل عدم عرقلة الأمر.
وسط هذه الأجواء الإيجابية، يقول أحد مشايخ المدينة: "يلّي ضَرَبْ ضَرَبْ ويلّي هَرَبْ هَرَبْ"، ويستبعد، في حديث لـ"النشرة"، أن يتم الإفراج عن الصباغ في وقت قريب، ويرى أن الوعود الحالية هي أشبه بتلك التي قدمت إلى أهالي "قادة المحاور"، لا سيما أن أحداً لا يستطيع القيام بأي أمر أمام التعقيدات القضائية التي تظهر في هذا الملف، ناهيك عن أن الصراع السياسي القائم في البلاد لا يلعب دور مساعداً.