لن يتردد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في إطلالته المرتقبة يوم الجمعة المقبل بالتذكير بموقفه الذي أبلغه مؤخرا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، عن استعداد "حزب الله" لـ"التعاون" لإفشال أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة. فالحزب ومحور المقاومة اتخذا مؤخرًا قرارًا واضحًا ونهائيًا يقول بأن "سقوط المقاومة في غزة ممنوع"، وبالتالي فان "حزب الله"، وبحسب مصادر مقربة منه، جاهز لفتح جبهة الجنوب في حال استدعت الأمور ذلك.
وتشير المصادر الى أنّه "وفي حال استمر الوضع في القطاع على ما هو عليه واستمرت المقاومة الفلسطينية بأدائها الحالي، فلا داعي لانخراط حزب الله بالمواجهة، ولكن الأمور تبقى مرهونة بظروفها".
ولا شك أن "انشغال" حزب الله بالقتال الى جانب النظام السوري منذ أكثر من عامين سيكون عاملا أساسيًا ومؤثرًا باتخاذ قرار فتح الجبهة الجنوبية، الا أن المصادر المقربة من الحزب تستهجن ربط البعض القتال في سوريا بالمواجهة مع اسرائيل، مشددة على أنّ "القوى المخصصة للقتال في الجنوب لم تمس، ولم يغادر عنصر واحد مخوّل مواجهة اسرائيل الى الاراضي السورية". وتضيف: "اذا استلزمت التطورات فتح جبهة الجنوب فحزب الله لن يتردد لثانية واحدة والقرار متخذ، فقدراته القتالية عالية ولم تؤثر فيها اطلاقا الحرب السورية".
وترد المصادر التأخر باعلان وحدة الصف "الممانع" وبالتالي جهوزيته لدعم المقاومة الفلسطينية في حال استدعى الأمر، الى انتظار التطورات الميدانية والتوقيت المناسب. وتقول: "الاتصالات كانت مفتوحة كما اللقاءات لكن حزب الله كان ينتظر الوقت المناسب للاعلان عنها والتأكيد بأن محور المقاومة لن يدع أحدًا يستفرد بالمقاومة الفلسطينية بمسعى لابتلاعها".
ويبدو لافتا سعي المصادر للفصل بين الجناح العسكري لحماس وجناحها السياسي، وهي تشدد على ان "الجناح الأول المتمثل بكتائب القسّام لم يغادر يوما البيت المقاوم، حتى بعد بروز الخلاف حول المسألة السورية". وتضيف: "لو حصل خلاف ذلك وكانت أمرة القسّام بامرة الجناح السياسي، لكان الموقف اليوم مختلفا".
وتكشف المصادر أن السلاح الذي تستخدمه كتائب القسام حاليا والصواريخ التي تحارب بها اسرئيل وصلتها منذ فترة قصيرة من سوريا وايران، وبالتحديد بعد اندلاع الأزمة في سوريا.
أما الاتصال الذي تم ما بين السيد نصرالله ومشعل، فتؤكد المصادر أنّه تم مع "مشعل الذي يعبّر عن موقف كتائب القسّام اي مشعل المقاوم وليس مشعل المنخرط بالمشروع الاخواني"، وتتابع: "ليس حزب الله من ذهب الى مشعل بل الثاني هو من عاد الى المقاومة".
بدورها، تتفادى مصادر "حماس" الدخول بتفاصيل "التعاون" الذي أعلن عنه نصرالله، لافتة الى أن "حزب الله" هو المخوّل باعطاء تفاصيل أكثر عنه، وتضيف: "يكفي أن ما أعلنه نصرالله رسالة معنوية قوية يجب أن تفهم منها اسرئيل أننا لسنا وحدنا بالميدان، على ان تبقى السيناريوهات الأخرى التي يحضّرها محور المقاومة مفاجآت تقض مضاجع العدو".
هكذا إذًا، لن يقف "حزب الله" متفرّجًا في حال اتخذت الأمور منحًى آخر في غزة، أو في حال تراجعت قدرات المقاومة الفلسطينية. هو لن يقبل بسقوطها مهما كان الثمن ومهما كانت التداعيات، ولا يزال على العهد الذي سبق أن أطلقه السيد نصرالله، فالقضية الفلسطينية تبقى الأساس، رغم كلّ ما قيل ويُقال!