رأى مفتي صيدا وأقضيتها الشّيخ أحمد محي الدّين نصّار في إعلان تنظيم الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام "داعش" عن قيام دولة الخلافة الإسلاميّة "البغي، والظّلم ، وتحريف مفاهيم الجهاد والحاكميّة، ومخالفة لعلماء الأمّة المعروفين الأثبات الثّقاة". اضاف "تابعنا تطوّرات الأحداث في سوريا والعراق، وصولا إلى إعلان تنظيم الدّولة الإسلاميّة في العراق والشّام إلغاء هذا الإسم وإعلان قيام دولة الخلافة الإسلاميّة، وتنصيب خليفة للمسلمين، ومن ثمّ دعوتهم المسلمين في العالم الإسلاميّ إلى مبايعته واتّباعه وحرمة الخروج عليه، وبطلان شرعيّة الولايات والتّنظيمات الأخرى؛ وإنّنا نرى أنّ هذه الجماعة في إعلانها قيام دولة الإسلام لا تمثّل إلّا نفسها، وفي تنصيب نفسها وصيّة على المسلمين واعتبار نفسها من أهل الشّورى والحلّ والعقد، وهي المعروفة بتجاوزاتها وغلّوها وبغيها بتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وانتهاك حرماتهم، ماهو إلا بغي وظلم وتحريف لمفاهيم الجهاد والحاكميّة، ومخالفة لعلماء الأمّة المعروفين الأثبات الثّقاة. فهذه الجماعة لا يعرف علماؤها ولا مراجعها الشّرعيّة لأعمالها الّتي تقوم بها، وقد نصّبت خليفة مجهول الهويّة ..".
واعتبرالمفتي نصار أنّ "اعلانهم دولة الخلافة في هذا الوقت، وفي هذه الظّروف، وبهذه الطّريقة، وإنّ تصوير شريعة الإسلام على أنّه ذبح وقتل وصلب لأدنى تهمة أو شبهة من دون نظر أو اعتبار لأيّ مانع شرعيّ معتبر من جهل أو إكراه أو خطأ أو تأويل، لهو تشويه لصورة الإسلام وازدراء للمسلمين، ودليل واضح على عدم كفاءتهم وأمانتهم في حفظ الأمّة وجمع كلمتها وحراسة دينها...كما أنّ إعلانهم بطلان شرعيّة الولايات والتّنظيمات الإسلاميّة في العالم الإسلامي ممن لا ينضوي تحت لوائهم ورايتهم إنّما هو جهل وتجهيل للمسلمين، ودعوة لإشاعة الفوضى فيهم، وتدمير مجتمعاتهم ودولهم، وتعطيل مصالحهم في الأمن والسّياسة والاقتصاد والدّعوة والجهاد والإغاثة وسائر أعمال الخير والبرّ، وفي هذا ضرر عظيم ومفسدة كبرى ظاهرة بينة".
وخلص المفتي نصار إلى أنّ " هذه الجماعة مشبوهة منحرفة أخرجت لنا خلافةً هلاميّة ليس لها مقومات الدولة لا شرعاً ولا عقلاً ولا واقعاً. وهي تقدّم خدمة تلو الأخرى وذريعة تلو الذّريعة لأعداء الأمّة، ولكل المتربّصين والمتآمرين لمزيد تقسيم لبلادنا العربية والإسلاميّة ـ طائفيًّا ومذهبيًّا وعرقيًّا، ولمزيد من التّقاتل بين المسلمين وصرفهم عن قضيّتهم الأساس فلسطين، والقتال والجهاد والمقاومة الشّريفة الّتي لا شبهة فيها وهي مواجهة الكيان الصّهيونيّ الغاصب ومشاريعه في تفتيت أواصر الأخوّة العربيّة والإسلاميّة، وضرب ثقافتنا وحضارتنا ومبادئنا بحجّة مكافحة الإرهاب والتّطرّف والغلوّ، وغيرها".
الى ذلك اعلن دار إفتاء صيدا أن نصار سيصلي صلاة العيد في مسجد باب السراي في صيدا القديمة. وإن سماحته إذ يتوجه بالتهنئة للجميع بعيد الفطر السعيد يسأل الله تعالى أن يرفع البلاء والغلاء وتسلط الأعداء عن الأمة المحمدية.
وأمام مجازر العدو الصهيوني ضد أطفالنا ونسائنا وأهلنا في غزة وفلسطين، وأمام الوضع الأمني والسياسي الذي تعيشه بلادنا، وانطلاقاً من رفض حالة الانقسام والتمرد في مؤسسة الإفتاء وافساحاً في المجال أمام جهود التسوية ولم الشمل فإن سماحته يعتذر عن الاستقبال العام للتهنئة بالعيد.