دعا رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ميشال قصارجي الى "إنقاذ المسيحيين في العراق"، مستغربا "تغاضي الغرب والأمم المتحدة عن الكارثة الإنسانية الحاصلة"، معلنا عن "إطلاق حملة تبرعات مادية لإغاثة مسيحيي العراق".
وخلال ترؤسه قداسا احتفاليا على نية السلام في العراق وخصوصا في مدينة الموصل، في كاتدرائية الملاك رافائيل في بعبدا، أضاف قصارجي: "الحوار هو في أساس بناء السلام، لأن الحوار خروج من القوقعة على الذات وانفتاح على الآخر المختلف لاكتشاف غناه وجمالاته وفرادته، فيصبح صديقا وقريبا وشريكا في الإنسانية والمواطنة، ويزول سياج الخوف الذي هو أيضا سياج العداوة".
واعتبر قصارجي ان "ما حصل في الموصل هو جريمة ضد الله وضد الانسان"، متسائلا "ما ذنب أهل الموصل، حتى يقلعوا من أرضهم ويهانوا ويقتلوا؟ اين منظمات حقوق الانسان ومؤسسات العدل الدولية؟"، مضيفا "صمتكم يخيفنا انتم اللذين تدعون الديمقراطية وتحملون راية الانسان وحقوقه، وسكوتكم هو دليل ساطع على تآمركم مع هؤلاء التكفيريين".
ولفت قصارجي الى ان "الدول الكبرى ومراكز القرار التي نصبت ذاتها حكما بين الأمم والشعوب ومدافعا عن الحريات والأخلاقيات والقيم وحقوق الإنسان، هي التي تشعل بصمتها وعدم تحركها وتدخلها فتيل الفتنة الطائفية، التي لا تمت الى الدين بصلة، وهي التي تجيش القوى وتغذي بالسلاح وتدعم بالأموال تلك الزمر المتطرفة المتعطشة للدم كوحوش مفترسة".
واعتبر قصارجي ان "التاريخ سيسجل أن الاسلام السياسي هجر مسيحيي العراق من موطن أجدادهم، وسيسجل التاريخ أن المسيحيين طردوا من أرضهم فقط لأنهم مسيحييون، وسيسجل التاريخ أن المسيحيين قبل خمسة عشرة سنة كان عددهم أكثر من مليون ونصف المليون، واليوم مع الديمقراطية الجديدة سيصبح صفرا، وسيسجل التاريخ أن الغرب المسيحي الذي يأوي المسلمين الهاربين من جحيم بلادهم ويعطيهم الحياة الكريمة ويبني لهم المساجد، لم يستطع أن يجد مأوى آمنا للمسيحيين أصحاب الدار، وسيسجل التاريخ أن أكثر الناس وطنية واكثرهم حبا للعراق باتوا خارج اسواره".