أمل عضو لجنة الشؤون السياسية في "تيار المردة" شادي سعد أن يمسك البطريرك الماروني بشارة الراعي مجدّدًا بطرف الخيط فيطالب باحترام الثوابت لأنّ الميثاقية لا تتأمّن بملء الشغور في سدة رئاسة الجمهورية بمن حضر بل بكيفية ملء هذا الشغور، مجدّدًا التأكيد على تمسك "المردة" بانتخاب رئيس قوي بحضوره وتمثيله، "وهذا الاتفاق جرى بين الأقطاب الأربعة وبرعاية وتوجيه البطريرك، فما الذي تغير حتى نغير رأينا؟" وقال: "صحيح أن آلية إيصال رئيس بهذه المواصفات معقدة بعض الشيء تبعاً للنصاب الذي تتطلبه جلسة الإنتخاب إلا أنّ ما يُعرَض حتى الآن من بدائل بغض النظر عن الأسماء هدفه تفريغ موقع الرئاسة عبر ملء الفراغ برئيس فارغ".
وشدّد سعد، في حديث لـ"النشرة"، على وجوب "التأسيس على مبادرة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون الأخيرة التي طالب بموجبها بإقرار قانون إنتخابي يصحّح التمثيل النيابي لجميع الطوائف لأنّها من الممكن أن تكون طريقاً للحل، على أن لا نغفل أن موضوع انتخاب الرئيس ليس متوقفاً على اتفاق اللبنانيين فيما بينهم بل هناك بعد خارجي لم ينضج بعد ليسرع انتخاب الرئيس".
على بكركي أن تقود الحل
ودعا سعد البطريرك الراعي ليجرّب "الجوقة التي تتلطى وراءه وتظهر له دعماً اعلامياً هل تسير بإقرار قانون انتخابي رئاسي ونيابي يجنبنا الفراغ في المستقبل؟!"، وقال: "على بكركي أن تقود الحل لا أن تكتفي بالمطالبات التذكيرية التي لا تجدي نفعاً في دولة مركبة كلبنان، فإنكسار بكركي هو إنكسار لجميع أبناء الطائفة، وما لم نفهمه كيف أن بكركي أعلنت جهارًا انها كانت مع تمديد ولاية الرئيس ميشال سليمان التي بنظرنا كانت أسوأ ولاية شهدها لبنان.. فلماذا هذا الإعلان المتأخر الذي يشكل إقراراً بعجز بكركي عن تحقيق ما تريد؟"
وعمّا يُحكى عن تجهيز مشروع قانون يقضي بتمديد ولاية مجلس النواب للمرة الثانية، قال سعد: "نحن كتيار مرده لا نفضل تمديد ولاية مجلس النواب، انما لدينا الجرأة لنقول أنه إذا تم تخييرنا بين الفراغ النيابي وبين التمديد نسير بالتمديد. فالفراغ النيابي أخطر بكثير على الصعيد الدستوري من الفراغ الرئاسي، حيث أن هناك من يحل محل الرئيس أما المجلس النيابي فلا بديل عنه. وبصراحة أقول أن الغالبية لا تمانع التمديد إنما لا أحد يريد أن يحمل مسؤولية تبنيه التمديد قبل غيره".
واضاف: "الأخطر أنه إذا وصلنا لفراغ نيابي فان الامور قد لا تسير مجددا الا بمؤتمر تأسيسي قد يرى المسيحي اليوم أنّه غير مستعد للذهاب الى شيء مماثل غامض في خضم ما تشهده المنطقة".
المسيحيون يتعرضون لإبادة..
وتطرق سعد لعملية تهجير المسيحيين من الموصل، معتبرًا أنّ "الموصل جرح جديد في جسم الوجود االمسيحي في الشرق، وهذه مؤامرة مستمرة منذ 1948 دائماً يدفع المسيحيون ثمنها"، وقال: "صحيح أنّ الاستهداف يطال الجميع إنما بسبب قلة عدد المسيحيين فالتأثير يطالهم بصورة أوضح"، وقال: "منذ عدة سنوات كان المسيحيون يقاومون الإضطهاد، أما اليوم فهناك استحالة، والكل ينتظر مواقف المجتمع الدولي، لكن للأسف، هذا المجتمع أصبح شريكاً ولو عن غير قصد في ترحيل المسيحيين من الشرق، فبعد أن كان يستنكر في السابق أصبح اليوم يكتفي بالندب"، وأضاف: "هذا هو العار بحدّ ذاته".
واعتبر سعد أنّ "المجتمع الدولي يستميت تحت شعار الحفاظ على التراث العالمي لمنع تهديم بناء عمره 100 عام في بيروت وفي المقابل يصمت لئلا نقول يشارك في طمس حضارة عمرها 2000 عام في العراق وسوريا"، وأردف قائلا: "للأسف، يتعرض المسيحيون لإبادة والكل يصمت. وما يجري في العراق سيمتد الى كل المنطقة لأن ما من أحد تحرك على مستوى الأمم المتحدة. فالكل يتعامل مع الموضوع كأمر واقع وبدأت الدعوات تتزايد لاستقبال المسيحيين في بعض بلدان أوروبا. ولا أحد يجرؤعلى الكلام عن فرض عودتهم الى بلدانهم".
شيءٌ ما فُهم خطأ من كلام الراعي
وأشار سعد إلى أنّ "لبنان ليس جزيرة معزولة"، منبّهًا إلى أنه "اذا كان القرار جعله كعراق ثانٍ فلن يصعب ذلك على قوى الشر".
وذكّر سعد بما ما أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية مؤخرًا عن أنّ ما يحصل في الموصل أكبر حملات الابادة التي يتعرض لها المسيحيون منذ الابادة الأرمنية في العام 1916.
وعن دعوة البطريرك الراعي للحوار مع "داعش"، قال سعد: "نحن كمرده اعتبرنا منذ اللحظة الأولى لسماعنا هذا الموقف أن شيئاً ما فهم خطأ. وبالفعل، لقد أوضح المحامي وليد غياض انه حصل سوء فهم لكلام الراعي حول الحوار مع "داعش" وهذا الشيء أراحنا. ونحن نعتبر أنه في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المنطقة والوجود المسيحي فيها، على الكنيسة أن تلعب دوراً حاسماً وان تطلق مواقف تحت إطار النداءات المكتوبة بدقة حيث لا يكون فيها أي مجال للإجتهاد كون الخسارة ممنوعة في هذه المرحلة".