هو مخطط يهدف الى تفريغ الشرق من مسيحييه، بدأ في سوريا ومصر وها هو يحط رحاله في العراق الذي بات مسرحاً دموياً لمختلف أنواع الجرائم من الخطف والنهب والسلب والقتل على الهوية وعمليات التهجير والتطهير العرقي والمذهبي والديني...
المسيحيون والأقليات الدينية الأخرى هم السكان الأصليون لهذه البلاد. لكن في ظل الفوضى العارمة في العراق حالياً تتعرض الأقليات الدينية لحملة عنصرية شرسة من أجل تفريغ العراق من مكوناته البشرية العراقية الأصيلة. هذا ما يؤكده نائب رئيس الحزب الديمقراطي الاشوري في العراق جيفارا زيا لـ"النشرة"، معتبراً أن "النزوح الذي يحصل مخيف خصوصاً من المناطق التي يتواجد فيها المسيحيون في سهل نينوى وفي الشمال الشرقي من مدينة الموصل"، مشدداً على أن "التهديد كبير مع إقتراب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من مناطق مسيحية أساسية". أما الناشط العراقي هيثم السندي فيصف الوضع بـ"التعيس جداً"، مؤكداً أن "الواقع على الأرض يختلف كثيراً عما يذاع في الإعلام وهو أكثر سوءاً مما يتصور أي أحد".
أكثر من ذلك، يتحدث زيا عمّا يسمّيها عمليات تطهير عرقي في العراق، مشيراً الى أن "كل السكان المسيحيين باتوا يشعرون بأنهم مهددون من قبل الدولة الاسلامية"، لافتاً الى أن "هناك عمليات ممنهجة لافراغ العراق من مسيحييه"، ويقول: "نحن كأحزاب طالبنا بحل جذري وبحكم ذاتي في محافظة نينوى". ولا يختلف السندي عن زيا في هذه الرؤية، إذ يلفت إلى أنهم يطالبون باستمرار "بدعم خليجي ودولي من أجل حل قضية المسيحيين في العراق".
ولكن أين الكنيسة من كلّ ما يجري؟ وهل من دور تلعبه بالنسبة الى مساعدة المسيحيين في العراق على التثبت بأرضهم وعدم الهجرة؟ يرى زيا في هذا السياق أنّ الكنيسة "تؤمن الإغاثة والمساعدة لبعض العائلات النازحة ولكنها تستطيع أن تلعب دوراً أكبر من دورها الحالي"، وهو ما يؤكد عليه السندي أيضًا، إذ يعتبر أنّ دورها في الوقت الحالي لا يزال "ضعيفًا جدًا".
تهجر المسيحيون من الموصل والعالم يتفرّج، تمامًا كما كان يفعل دائمًا، بل إنّ دولاً مثل فرنسا فتحت يديها لاستقبال النازحين عوضاً عن مساعدتهم على العودة الى وطنهم والتمسّك بأرضهم... فهل يمكن القول أننا أصبحنا عمليًا أمام "صفقة" تهدف الى تفريغ الشرق من مسيحييه؟!
تقرير باسكال أبو نادر
تصوير تلفزيوني علاء كنعان