لفت رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسان عبد الله الى ان "الغرب أشعل وبطريقة حرفية بارعة ما سمي بالربيع العربي مستغلا صحوةً متصاعدةً في الأمةِ فجعلها تتحركُ وتتصورُ أنها قد حققت إنجازاً بطردِ رئيسٍ هنا وهناك مع الإبقاء على بقيةِ أجهزةِ الدولةِ على حالِها من جيشٍ ومخابراتٍ وإداراتٍ حكوميةٍ فلم يتغير النظامُ بل تغيرَ الحاكمُ لتعمَّ الفوضى بعد ذلك وتتحولَ دولٌ كانت بالأمس تتظاهرُ من أجلِ الحريةِ والعزّةِ والكرامةِ إلى دولٍ تعمُّ فيها الفوضى، فلا حريةَ ولا عزةَ ولا كرامة"، متسائلا "وأيةُ عزةٍ هذه التي تتفكك فيها دولةٌ كليبيا وتعيشُ حربَ شوارعٍ أو تضيعُ البوصلةُ في مِصرَ فلا نعرفُ أيَّ توجُّهٍ سياسيٍّ لدولةٍ ثار فيها الشعبُ من أجل فلسطينَ وهي اليومَ تُقفلُ المعابرَ ولا تفتحُها حتى للقضايا الإنسانيةِ بل وأكثرُ من ذلك تقومُ بتدمير الأنفاقِ وهي المنفذُ الوحيدُ لسكانِ غزةَ للحصولِ على طعامِهِم ودوائهم؟".
وخلال حضوره حفلاً تضامنياً أقامه تجمع العلماء المسلمين في المركز الكائن في حارة حريك، مع الشعب الفلسطيني في غزة، اشار عبد الله الى ان "اسرائيل بالتعاونِ مع الولاياتِ المتحدةِ الأميركيةِ ودولِ أوروبا الغربيةِ استطاعَت أن تقضيَ على دولٍ مهمةٍ في الشرق الأوسطِ ودمّرتَ الجيشَ العراقيَّ وألهت الجيشَ السوريَّ وعطَّلَت الجيشَ المصريَّ وأوقعتَ الفتنةَ بين أبناءِ الأمةِ فلا السوريُّ يحبُّ الفلسطينيَّ ولا الفلسطينيُّ يُحبُّ المصريَّ وهكذا حتى وجدنا أن بعضَ العربِ بدلاً من التعاطُفِ مع جراحاتِ وآلامِ غزّةَ تَراهُ يشكرُ إسرائيلَ على جرائمها، وأن بعضَ الدولِ تقومُ بدفعِ الأمواِل للكيان الصهيوني للاستمرارِ في حربِهِ على غزةَ وهو بعدَ هذه الانجازاتِ ظنّ أن الفرصةَ مؤاتيةٌ للانقضاض على غزةَ واحتلالِها لينتهيَ من نهجِ المقاومةِ وبالضربةِ القاضيةِ، لكنه وجد هناك مقاومةً متحفِّزةً جاهزةً لم تُلْهِها إرهاصاتُ الربيعِ العربيِّ الخدّاعةِ واستمرت في الإعدادِ والتجهيزِ حتى واستطاعت أن تُذيقَ هذا العدوَّ مرارةَ الضرباتِ المقاومةِ وتجعلَهُ يبحثُ عن المخرجِ من هذا المأزِق".