اشار عضو اللجنة المركزية لـ"فتح" عباس زكي الى انه "خلال الأيام الماضية كانت الأفكار المطروحة في المفاوضات تراوح مكانها لأنها كلها لم تف بالغرض، بل كانت كل فكرة إما غامضة أو ملغومة. إسرائيل ذات خبرة في التهرب من الاعتراف بالهزيمة. مثلاً، وقف إطلاق النار يربطونه بوقف الأعمال العدائية، كأن النضال المشروع لتحرير الأرض يمثل عدواناً. كما ربطوا حقوقنا بالمطار والميناء وحتى إعادة الإعمار بنزع سلاح المقاومة، وهذا ما رفضه الوفد ولم يكرره الإخوة المصريون. بناء على ذلك أعطيت التعليمات الواضحة لوفدنا الموحد بأن يتصرف بروح المنتصر".
واوضح في حديث لـ"الاخبار" ان "التحرك الأميركي انعكاس واضح للموقف الإسرائيلي. كانت واشنطن أول من شرّع العدوان عبر تصريحات البيت الأبيض التي اعتبرت الحرب على غزة حقاً من حقوق الدفاع عن النفس بالنسبة إلى الاحتلال. بعد ذلك جاءت تحركات وزير الخارجية، جون كيري، التي تمخضت عن دعوة خجولة إلى وقف إطلاق النار. يمكن تلخيص ما فعلته واشنطن كالتالي: أولاً وفرت غطاء دولياً وإقليمياً للحرب ومنعت المنظمات الدولية من الاستنكار ومحاولة التدخل. ثانياً ساهمت في منع الجامعة العربية من فعل أي دور، وساعدت في التأثير على منظمة المؤتمر الإسلامي لعرقلة عقد قمة إسلامية في شأن غزة. ثالثاً، وهو الخطير، أنها عملت على تجريد المقاومة من الغطاء السياسي ومنع الفلسطينيين من تكوين وفد موحد".
ولفت الى ان العقل الإسرائيلي مصمم في الأساس على الفكر الإجرامي التفوقي واستلاب الحقوق بالإكراه، لذلك لا يمكن لهذا العقل أن يهتدي إلى الطريق الصواب. الحركة الصهيونية اقتطعت المجموعات البشرية التي تشكل الواقع الاجتماعي لإسرائيل من أصولها العرقية والقومية وحوّلتها إلى قوة عدوانية غير قابلة للحياة الطبيعية في محيطها الإقليمي، لذا لم يبق إلا ردعها وحشرها في خانة الأنظمة العنصرية التي تتآكل من داخلها تلقائياً.