تتواصل عملية المصالحات في المناطق السورية وإن بوتيرة بطيئة بين السلطات السورية والمعارضة واهالي المناطق خصوصا في دمشق وريفها وحمص وريفها، وتنصّ الاتفاقات عادة على وقف القتال ودخول ورشات الحكومية الخدمية الى المنطقة بالاضافة الى طرد المسلحين الغرباء عن المنطقة وكل من يريد الاستمرار في القتال، وتختلف بعض البنود ما بين ترك السلاح بيد الاهالي مثل ما حصل في برزة في ضواحي دمشق أو ترك المسلحين للمنطقة كما حصل في مدينة حمص، علمًا أنّ بعض المناطق في دمشق تشهد تهيئة أو ما يمكن تسميته بتمهيد بيئة المصالحة مثل المعضمية ومخيم اليرموك وحرستا والوعر في حمص وان كانت تشهد بعض التعثرات وتطول المدة لكن في الوقت نفسه قد يحصل مفاجأت وتنعقد المصالحة.
حي القدم في جنوب دمشق هو أحد الأحياء التي شهدت مصالحة مؤخراً، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على طرد المسلحين وتسهيل عودة الخدمات الى الحي وبالتالي عودة المواطنين اليه، وينص الاتفاق على تسليم قوائم بأسماء المسلحين داخل الحي لتسوية أوضاعهم وأخرى بأسماء المختطفين والموقوفين للعمل على البحث عنهم والافراج عن الموقوفين وإزالة السواتر الترابية لفتح الطرقات وإعادة الخدمات الى الحي وتأمين عودة الأهالي الى هذا الحي الواقع على الطريق المؤدي الى مدينة درعا الجنوبية. واتى الاتفاق بعد ان سيطر الجيش السوري على بلدة المليحة وبعد تعثر للمصالحة دام أكثر من خمسة أشهر بسبب محاولة بعض الفصائل المسلحة وضع عراقيل أمام إنجاح هذه المصالحة.
"النشرة" دخلت حي القدم حيث باشرت ورش الصيانة في محافظة دمشق عمليات إعادة تأهيل البنى التحتية لإعادة خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها تنفيذا لاتفاق المصالحة الوطنية في الحي وذلك تمهيدا لعودة الأهالي المهجرين إلى منازلهم. وقامت الجرافات بازالة العوائق والسواتر الترابية وبدت المنازل مهدمة وبعض الابنية متضررة وخالية من السكان بالكامل وسيثمر الاتفاق عن هدوء للجبهة الجنوبية لدمشق.