فتح خطاب "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، النار مجدداً أمام إسرائيل التي اخترقت الهدنة في قطاع غزة، وأفشلت مفاوضات القاهرة، وراحت ترتكب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، وتغتال أبرز قيادات "كتائب القسام" في غزة، بينما هدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بالعمل على اغتيال قادة "حماس" واستمرار العملية العسكرية في قطاع غزة، ما يعني بدء حرب استنزاف بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وفقاً لمتابعين.
ووصف محللون سياسيون خطاب "كتائب القسام" الذي ألقاه المتحدث الرسمي باسمها "أبو عبيدة"، بالتهديد القوي والمباشر لإسرائيل، بينما رأى آخرون أنه أحرج أطرافًا عديدة في المنطقة، وأكد على جهوزية المقاومة لخوض حرب استنزاف مع الاحتلال الإسرائيلي.
مرحلة كسر العظم..
الكاتب والمحلل السياسي علاء أبو عامر حلّل خطاب "كتائب القسام" من ناحية عسكرية، فأكد أنه يعني استهداف مزيد من المراكز الحساسة في العمق الإسرائيلي التي ربما توقع عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين، في المدن والملاعب والتجمعات وغيرها، لافتاً إلى أنّ هذا تهديد واضح وتحذير للإسرائيليين.
وفي حديث إلى "النشرة"، رأى أنّ تحذيره للإسرائيليين بالدخول للملاجئ هو أشبه بإخلاء المسؤولية القانونية عن أي ضحايا مدنيين، إذ إنه قد سبق القصف تحذير مُعلن، إضافة إلى انذاره الّذي وجهه لشركات الطيران العالمية من الوصول إلى مطار "بن غوريون" في تل أبيب، ما يعني أن أي قتلى قد يسقطون نتيجة قصف مطار بن غوريون سيكون على مسؤوليتهم "فقد أعذر من أنذر".
وشدّد أبو عامر على أنه بات من الواضح "أننا ندخل مرحلة كسر عظم وليس لدى المقاومة الفلسطينية ما تخسره"، معتبراً انّ هذه حرب استنزاف قد تستمر لأسبوع أو أكثر قبل أن تتدخل وساطات دولية للوصول إلى حل مُرضٍ للمقاومة.
حرب استنزاف..
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى ابراهيم مع أبو عامر، حيث لفت إلى انّ التوجه الحاصل الآن هو التصعيد والردود من قبل الطرفين، وهذا يعني بداية حرب الاستنزاف جديدة.
وفي حديث لـ"النشرة"، أكد ابراهيم أن "أبو عبيدة" أحرج جهاتٍ عديدة في المنطقة في خطابه، واكد على ان المقاومة جاهزة ومستعدة لحرب استنزاف، كما رأى أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يقدّم شيئًا واضحًا في الخطاب الذي ألقاه بالأمس هو ووزير دفاعه موشيه يعالون، مشيراً إلى أنّ حجم الخلافات في "الكابينت" الإسرائيلي بدا واضحًا من خلال خطابه فيما يتعلق بالقرارات وعدم وضوح أي خطة سياسية أو أفق سياسي.
وقال إبراهيم: "نتانياهو غير جاهز لتقديم أي شيء وهو يضغط على الفلسطينيين، ولم يوضح الى أين ستستمر العملية العسكرية وهل سيعود إلى مفاوضات القاهرة أم لا، ما يعني أن هناك ارتباكًا إسرائيليًا واضحًا" وأضاف: "نتانياهو ادعى أنّ كل الخيارات مفتوحة بما فيها العمل البري المستبعد حتى الآن، وربما ينتظر تدخل وزير الخارجية الأميركي جون كيري ويفرض حلاً على الأطراف".
وتابع: "أمامنا ايام ربما حتى يوم السبت لنعلم أين تتجه الأمور أكثر، وكل شيء وارد لكن لا أعتقد أن أي طرف لديه القدرة على الاستمرار طويلاً والعودة الى الحرب مع أن الكل يدعو للحرب والتهديد والوعيد".