يتقاسمون ساعات حياتنا اليومية، بل يتهافتون الى عقولنا للإستحواذ على ما تبقى منها..
هذه هي حال المواطن اللبناني الذي أضحى يعيش في عالم الاخبار العاجلة التي تطرق أبواب هواتفه وحواسيبه دون إذن، بل تجتاح أعصابه وأنفاسه وحاضره ومستقبله، فبين الخبر والخبر هناك خبر...
أما حال السياسي اللبناني فلم تتغير منذ زمن، بقي كما هو لسانه معسول وكلامه معقول وطائفته حصن حصين، أمواله تجتاح جفاف جيوبنا وفقرنا... فقر عقولنا، فيما الإعلام سوق تجارته، والاقلام المأجورة صناديق بضاعته، أما المواطن فهو المتسول على ابواب الأوراق الصفراء.
بعد هذا العرض الموجز بقي شيء ينقص، بقي من يسوق لهذا السياسي وذاك. فوسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لعبت دورا هاما، ولكن ينقص عامل الاثارة المرغوبة... الذي يلبي رغبات المتابعين!
وهنا يأتي المنجمون، الذين يخرجون علينا في بداية كل عام، وعند مفترق كل شهر، وفي بحر كل اسبوع، وعلى مدار كل يوم، يجتاحون ما تبقى من الوعي ببعض التنبؤات، التي تروي عطش حبنا للمستقبل وما يحمل معه من خيرات ليس لنا، بل لرجال السياسة، فيما نرتضي أن نبقى من المتابعين!
أرضية خصبة لهؤلاء هي تلك المحطات التي تخدم رجال الدولة والسياسة وتخدمهم ايضا، تخدم نسبة المشاهدين لديهم، وهنا يتبين ان العلاقة هي علاقة تكاملية بامتياز.
الخلاصة بسيطة، السياسي لا يكذب بل يفعل ما يريده وما يطمح اليه وما يطمح اليه مشغلوه ويقبض ثمن ذلك، والمنجم ايضا لا يكذب، بل يعمل بما يمليه عليه "الهامه" السياسي ويقبض ثمن ذلك، ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي تقبض ثمن ما تقوم به بمعزل عن صوابية عمل البعض منها... فيما يبقى الكاذب الوحيد هو أنت، دون اي راتب.