في محطةٍ جديدةٍ من محطات التوتر التي عادت إلى الحدود الشمالية مؤخرًا، شهدت هذه الحدود توتراً أمنياً خطيراً خلال الساعات الماضية، تزامن في نفس الليلة مع هجوم القوى التكفيرية على حواجز الجيش اللبناني في جرود عرسال، الأمر الذي يدلّ على أنه يأتي في سياق مخطط واحدٍ يمتدّ من عرسال والبقاع وصولاً إلى الشمال اللبناني.
وإذا كان التوتر المستجدّ مرتبطاً بانتشار مجموعات مسلحة في القرى الحدودية العكارية المطلة على المراكز والقواعد العسكرية السورية، فإنّ مصادر مواكبة كشفت لـ"النشرة" أنّ الحادثة، التي سُجّلت في منطقة العبودية، أتت على خلفية قيام مجموعة من الجنود السوريين المنشقين يعاونهم عناصر من قوى اصولية بتنفيذ عملية استهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري في المنطقة الحدودية المواجهة للاراضي اللبنانية.
وبحسب المصادر، فإنّ اشتباكاتٍ عنيفة وقعت بين ضفتي الحدود اللبنانية والسورية لبعض الوقت رد خلالها الجيش السوري بقذائف طالت مواقع اطلاق الرصاص في منطقة الشيخ عياش، وقد أدّت القذائف إلى إحداث حريقٍ في الأراضي الزراعية، كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين من المسلحين الذين لاذوا بالفرار بعد أن ردّ الجيش السوري على مصادر النيران بوابل من الرصاص والقذائف.
وفيما تحدّثت المصادر نفسها عن خلايا نائمة في المناطق الحدودية بدأت مؤخرًا تتحرّك وتعمل على إرباك المراكز العسكرية السورية في المناطق الحدودية، أعربت عن اعتقادها بأنّ ما حصل في منطقة العبودية ربما يستهدف تحويل انظار المواقع السورية باتجاه الحدث لتسهيل تسلل عناصر من وإلى سوريا. وهنا تكمن خطورة الحادثة الاخيرة، كما أكدت المصادر، معربة عن خشيتها من انفجار الوضع الأمني في المناطق الحدودية الشمالية وبالتالي عودة التوتر الامني إلى هذه المناطق. ولم تخف اعتقادها بأنّ هناك مجموعات مسلحة تخطط لاعادة السيطرة على مناطق سورية فقدتها مؤخرا، لافتة إلى أنّ هذه المجموعات ترتبط بدول خليجية تعمل على تمويلها وتسليحها كي تكون ورقة للتسويات المتوقعة.
في ظلّ هذه الأوضاع، تسود حالة من القلق والحذر القرى العكارية الحدودية خشية تطور الاحداث الامنية على غرار ما حصل في عرسال من اقتحام مجموعات تكفيرية واخذ بعض القرى رهينة، ما يستدعي برأي الاهالي استنفار كل الاجهزة الامنية لمواجهة التطورات المحتملة في المنطقة الحدودية.