أكد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه "غير واثق من إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في شرق أوكرانيا"، في حوار تلفزيوني، لافتاً إلى أنه "باعتباره رئيسا لأوكرانيا، يبذل كل ما في وسعه لإحلال السلام ولإنهاء الحرب ووقف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين والقوات الأوكرانية".
وأشار بوروشنكو إلى أن "التأثير السلبي للحرب لا يقتصر فقط على الصعيد الاقتصادي، وإنما أيضا على الصعيد الاجتماعي، حيث يمكن أن يسفر عن حدوث كارثة إنسانية"، موضحا أنه "أكد في شهر حزيران الماضي، عقب الانتخابات الرئاسية، أن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار من جانب واحد وأعطى الجانب الآخر أسبوعا للموافقة على المبادرة، إلا أنه خلال هذه المهلة قتل 25 جنديا أوكرانيا ".
واعتبر بوروشينكو أنه "في الوقت الراهن، باتت أوكرانيا أكثر جاهزية لوقف إطلاق النار، مع إشراك مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة وضمان تطبيق وقف إطلاق النار، وحتى يعلم العالم من مصدر مستقل من يتحمل مسؤولية انتهاك وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أن "روسيا توفر الأسلحة والذخيرة والأموال للانفصاليين، كما تتواجد قوات روسية على الأراضي الأوكرانية، يتراوح تعدادها ما بين 4 و8 آلاف جندي، بالإضافة إلى أكثر من 350 دبابة وناقلة أفراد ونظم صاروخية ومدفعية حديثة وأسلحة استطلاع واستخبارات"، مشددا على أن "ذلك يعرف في القانون الدولي بالعدوان المباشر".
كما أكد بوروشينكو أنه "يتحمل مسؤولية حماية سيادة وأمن الأراضي الأوكرانية، وأنه مقتنع بضرورة الدخول في حوار مع روسيا من أجل تسوية الأزمة الراهنة، وإرساء قواعد السلام والاستقرار"، موضحا أن "ذلك يتطلب تنفيذ المبادرة التي تتكون من 15 بندا من أبرزهم إجراء إصلاح داخلي، واللامركزية، ومنح السلطة للحكم المحلي، والدفاع عن الحقوق الإنسانية والثقافية، وقانون العفو وغيرها".
وأشار بوروشنكو إلى"أنه أكد ضرورة تنفيذ شرطين أساسيين، هما انسحاب القوات الروسية، وإغلاق الحدود"، لافتا إلى أنه "في حال حدوث ذلك فإن السلام والاستقرار طويل الأمد سيعم أوكرانيا في غضون أسبوعين، بشأن ما إذا كانت القوات الأوكرانية مستعدة للانسحاب من مدينة دونيتسك ولوهانسك وتركها للانفصاليين".
كما أكد بوروشينكو أنه "لا يوجد مجال للتحدث عن سحب القوات الأوكرانية من هذه المدن، لأنها أراض أوكرانية"، موضحا أنه "لا يرى أن مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب القوات الأوكرانية من المدن الشرقية يعكس تحمله للمسؤولية تجاه تطبيق وقف إطلاق النار"، مشددا على ضرورة "أن يتحد العالم في إظهار التضامن مع أوكرانيا، لأن جيش روسيا يعد واحدا من أكثر جيوش العالم تقدما"، مشيرا إلى أنه "قبل أقل من 3 أشهر، كان الانفصاليون فى شرق أوكرانيا يسيطرون على منطقة دونيتسك ولوهانسك بالكامل، لكن الآن فقدوا الكثير من سيطرتهم بسبب نجاح عمليات القوات الأوكرانية".
وعن قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة في بريطانيا، أوضح بوروشينكو أن "المباحثات التي أجراها مع رؤساء الغرب أظهرت دعما قويا للموقف الأوكراني، واتخاذ خطوات فعلية من خلال توفير التمويل والتعاون العسكرى واقتراح بتقديم الدعم من خلال توفير الأسلحة المتطورة للمساعدة في تحقيق أمن أوروبا"، مشيرا إلى أن "بلاده تسعى إلى الانضمام للاتحاد الأوروبي، بينما سيتم إجراء استفتاء شعبي على الانضمام إلى حلف الناتو"، مؤكدا أنه "في حال ثبوت تورط أي من الجنود الأوكرانيين في انتهاك القوانين، فإنه سيتم على الفور تقديمه للعدالة ومحاكمته"، موضحا أنه "عندما يتحقق السلام سيتحسن الاقتصاد الأوكراني ويصبح مناخ الاستثمار أفضل وتحظى البلاد بعلاقات اقتصادية مع مختلف دول العالم".