لفت السيد علي محمد حسين فضل الله الى أن "التعايش الطوائفي والمذهبي والتنوع الديني والثقافي والادبي في جبل عامل هو مصطلح ثقافي وتاريخي أكثر مما هو مصطلح جغرافي"، معتبرا ان "جبل عامل قد استبق الغرب في مصطلح العيش المشترك إذ طبق هذا المفهوم في كافة مراحل تاريخه تطبيقا تاما".
وأشار فضل الله في محاضرة ألقاها في ثانوية بنت جبيل الرسمية، بدعوة من الحركة الثقافية في لبنان، بعنوان "جبل عامل ودوره في حماية التنوع والعيش المشترك"، الى "ان جبل عامل عاش الانسانية والدين بعيدا عن التعصب في سلوكياته ومنهجه ولم يوجه العداء لأحد على أساس العداء والاعتداء، لذلك كان التعايش بين الطوائف والمذاهب حالة نموذجية في تعدد الاديان والمذاهب".
وتابع ان "تصدي جبل عامل لمشروعين، أولهما العدو الصهيوني الذي يريد تقسيم المنطقة وتفتيتها الى دويلات وطوائف ومذاهب، والمشروع التكفيري الذي يهدف الى نشر العصبيات الدينية والقبلية".
وأكد فضل الله انه "لا يمكن للعيش المشترك ان يستمر الا في إطار الوطن والدولة العادلة والقادرة على ردع مصادر الخلل والخطر التي تضرب بنية الاجتماع الديني والسياسي، حيث لا يمكن لمنطقة لبنانية بمفردها ان تواجه تلك التحديات".