أوضح الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار حارث شهاب أنه "نعرف انفتاح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان والتزامه بالوحدة الوطنية والعيش المشترك والتزامه الأخلاقيات، وقد جاء خطابه بحجم المناسبة الوطنية الجامعة". وأشار في حديث صحفي، الى أن "ما ورد في الخطاب في أقسامه كان مميزاً، فهناك شق إسلامي وآخر إسلامي إسلامي وإسلامي مسيحي داخلي، والأهم من كل ذلك بروز الانفتاح العظيم في كل المضامين التي وردت، وظهر من خلالها التزام المفتي دريان بالتوافق مع ما جاء في وثيقة الأزهر الصادرة منذ سنتين تقريباً والمتعلقة بالحريات، لا سيما موضوع حرية العقيدة والعبادة، هذا الشق أضفى بعداً دينياً بعيد المدى وكبير التأثير بما يتعلّق بالعلاقات المسيحية الإسلامية على مستوى العالم ككل، في وقت كثر أخيراً الخوف من صراع الحضارات وصراع الأديان والطروح التي نراها والتي لا علاقة للإسلام بها، إذ عاد التزام سماحته يصوّب الأمور ويضعها في المسار الذي يتماشى مع انفتاح الإسلام".
ورأى أن "مستقبل السلم العالمي حيث نصف سكانه يدينون إما بالمسيحية أو بالإسلام يعود إلى تأمين الانسجام ما بين المجموعتين الكبيرتين المؤمنتين بالله، خصوصاً في موضوع حرية العقيدة الذي كان يشكل حتى الآن سبباً لحصول صدامات متعددة في عدد من الدول العربية، وأنا أقول اليوم أن المستقبل لا يمكن أن يكون مشرقاً إذا لم تقم مجموعة من كبار المرجعيات بتوضيح العلاقة ما بين الإسلام وبين عقائد الأديان الأخرى، لا سيما في موضوع الحرية وليس في موضوع العقيدة بحد ذاته، أي حرية الإيمان، لا سيما وأن فيها نصوصاً قرآنية واضحة "فمن شاء أن يؤمن فليؤمن" و"لا إكراه في الدين". وتابع "أمس فتح المفتي دريان نوافذ عدة على مستقبل نأمل أن يكون إيجابياً بالنسبة إلى وطننا الذي يكفيه ما يعانيه من محن علّها تنجلي قريباً، لا سيما وأن اللبنانيين يدفعون ثمنها من دمهم".