على تلةٍ تعلو 1500 متر فوق سطح البحر وتشرف على سهل البقاع من الغرب وبعض قرى ريف دمشق من الشرق، يقع دير مار جرجس "الخضر" في عيتا الفخار بالبقاع، ويضم كنيسة للصلاة وديرًا من العهد القديم، وجناحًا تقام فيه المخيمات الكشفية. وجاورجيوس أو جرجس هو قديس حسب معظم الكنائس الشرقية والغربية وهو واحد من الأربعة عشر مساعد حسب الطائفة الكاثوليكية، ولد عام 280 للميلاد في مدينة اللد الفلسطينية وعادت رفاته بعد استشهاده الى مسقط رأسه فدفن في اللد ايضا.
يتميز هذا الدير من حيث موقعه وأهميته بأنه ملتقى السواح والمؤمنين والزوار من جميع أرجاء العالم، ومن مختلف الطوائف والمذاهب طالبين شفاعة هذا القديس اولا، ولحضور الاحتفالات الرائعة التي تقام في العراء ثانيا. ففي 6 ايار من كل عام يجتمع المسيحيون والمسلمون فيه لتتجلى الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين جميع الطوائف التي تعودت هذه المنطقة عليها، وورثوها عن ابائهم واجدادهم ولا تزال في ضمائرهم واعيادهم وعاداتهم حتى ايامنا هذه رغم كل محاولات خلق الفتن والمشاكل بين الاديان والطوائف.
شيد هذا الدير قديما وما زال صامدا حتى يومنا هذا بعد ان رمّم على عدة مراحل، حسبما يشير راعي ابرشيتي عيتا الفخار وجب جنين الاب متري الحصان في حديث لـ"النشرة". ويضيف: "ان اخر ترميم حصل منذ خمسين عاما على يد اهل القرية الذين تعاونوا يدا بيد في ترميمه".
ويلفت الحصان النظر الى "ان الاهالي يعيّدون في السادس من ايار في كل عام لشفيع هذا الدير القديس جاورجيوس، هذا القديس الذي يسمى لدى اخواننا المسلمين بالخضر نسبة الى اخضرار الارض القاحلة تحت قدميه". ويقول الحصان: "القديس جاورجيوس استشهد سنة 301 في سبيل الايمان بالمسيح"، مؤكدا "ان القديس هو مثال لنا بالتقوى وبتعلقه بالسيد المسيح رغم كونه ضابطا في الجيش الروماني، وقد بني على اسمه كنائس كبيرة لكثرة عجائبه.
واضاف الحصان: "نحن نسعى اليوم لكي يكون هذا الدير معلما سياحيا ليستقطب عددا كبيرا من المغتربين والسواح على المنطقة بغية تثبيت السكان بارضهم وبقراهم". كاشفا عن وجود مشروع اقامة دير قرب دير القديس جاورجيوس ليكون معلما سياحيا دينيا اكبر للمنطقة.
من جهته يعتبر المواطن رزوق الغريب ان دير مار جرجس المعروف لدى المسلمين بالخضر هو من اهم المعالم الاثرية الدينية في المنطقة، طالبا ان يتم وضعه على الخارطة السياحية في وزارة السياحة لاهميته وجمال موقعه خصوصا وان الدير يشرف على سهل البقاع وقرى ريف دمشق.
ان اهمية دير مار جرجس تكمن في كونه مقصدا للمسيحيين والمسلمين معا، فهو خير معبّر عن حال لبنان الرسالة في العيش المشترك، والالفة بين المسلمين والمسيحيين في اصعب الظروف التي يمر بها ابناء هاتين الديانتين في لبنان والمنطقة.