تساؤلات ومخاوف عديدة ترتسم لدى معظم الطرابلسيين: ماذا يخطط لطرابلس؟ وماذا يجري في هذه المدينة؟ ومن يريد أخذها رهينة كي تنسلخ عن تاريخها الوطني والقومي وعن اعتدالها ووسطيتها المشهود لها بها كمدينة للعلم والعلماء الذين ما عرفوا الطائفية ولا المذهبية ولا العنف الدموي وسيلة اقناع وسيطرة؟!
ففي طرابلس تتلاحق الاحداث الامنية وكأن "مايسترو" قابعًا في الكواليس يحرّك أدواتٍ له على الساحة الطرابلسية تنفذ أجندة مرسومة للمدينة التي أعادت لها الخطة الامنية أمنها وأمانها، لكن هذا الامن وذاك الامان باتا مهدّدين بالانهيار في أيّ لحظة منذ عودة مسلسل القنابل الليلية وعودة مسلسل الاغتيالات الذي افتتح بالشاب الذي ولد وترعرع في التبانة فواز البزي وصولا إلى اغتيال أحد أهمّ قادة التبانة فيصل الاسود الذي تسبب بتوتر شديد في التبانة تخللته هجمات واعتداءات على بعض مراكز الجيش اللبناني في التبانة والزاهرية ورافق هذه الاعتداءات موجة من الشائعات التي أقلقت الطرابلسيين خشية أن تتحول طرابلس إلى عرسال أخرى بين ليلة وضحاها..
ويعرب مصدر طرابلسي عن اعتقاده بأنّ طرابلس قد تكون هدفًا داعشيًا لاعتقاد هذا التنظيم أنّ في المدينة بيئة حاضنة كشفت عن نفسها من خلال عدة مؤشرات ابرزها:
أولاً – الشعارات الداعشية التي طليت بها جدران كنائس وأحياء وشوارع ولم تكن مجرد "ولدنات" بل هي تعبئة نفسية – اعلامية – تمهيدية وجس نبض للشارع.
ثانيا – رفع رايات "داعش" التي تحمل شعارا اسلاميا المس به هو مس بجوهر الاسلام كفيل أن يكون الشرارة التي تشعل الغرائز الطائفية والمذهبية.
ثالثا – مربع أمني أصولي في التبانة وأي محاولة لاقتحام هذا المربع سيؤدي الى اندفاع شعبي غير مسبوق لان اقتحام التبانة خط احمر برعاية قوى وتيارات سياسية طرابلسية تأبى الدخول الى التبانة تحت حجج ومبررات لم تقنع الكثير من الطرابلسيين.
ويلفت المصدر الطرابلسي نفسه إلى أنّ أمرًا ما يُدبَّر في السر لطرابلس وأنه كلما اشتد الطوق والضعط في جرود عرسال – القلمون كلما انعكس سلبًا إرباكات أمنية في طرابلس هدفها إرباك الجيش اللبناني أولا، وإرباك السلطات السياسية والأمنية عامة بفتح جرح جديد في طرابلس ينشغل به الجيش ويشتت قواه.
ولا يخفي المصدر خشيته من انهيار الخطة الامنية في طرابلس في ظل ما يحكى عن دخول أسلحة ومقاتلين سوريين داعشيين من ذوي القدرات القتالية الفائقة إلى التبانة حيث تحدث أكثر من مصدر أهلي عن مشاهدات لعناصر مسلحة ملثمة تتجول في الشوارع الداخلية للتبانة تنفذ دوريات امنية.
إضافة إلى ذلك، يشير المصدر إلى أنّ المجموعات التي أنشأت مربعًا أمنيًا في التبانة تعمل على شحن النفوس وحقنها بالاحقاد على الجيش اللبناني وتعرف أنّ المسّ بها دونه استدعاء لـ"داعش" و"النصرة" ومن شأنه أن يؤدّي إلى مواجهات عنيفة تضع حدًا للخطة الامنية وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء، لكن هذه المرة ستكون أشدّ خطورة من كل الجولات العنفية التي مضت.
أكثر ما يخشاه المصدر أن تكون الأيام القليلة المقبلة حبلى بمفاجآت غير سارة تجعل طرابلس رهينة المجموعات التكفيرية التي لا تخفي أهدافها في إنشاء الامارة ودولة الخلافة وقد بدا ذلك واضحا يوم الجمعة الماضي حين كانت الهتافات: "الشعب يريد الدولة الاسلامية..".