استغرب نائب رئيس تيار "المستقبل" النائب السابق أنطوان أندراوس دهشة البعض من تغيير رئيس المجلس النيابي نبيه بري موقفه من مشروع التمديد وإعلانه التصويت معه، رافضًا تسمية ما حصل بـ"الانقلاب"، باعتبار أن "بري عودنا على أن يصرح شيئا ويسعى لشيء آخر".
واعتبر اندراوس، في حديث لـ"النشرة"، أنّ بري كان يبحث عن "حجة" لتغيير موقفه، فوجدها بتحذير رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من أن فريقه سيقاطع الانتخابات المقبلة إذا تمّت قبل انتخاب رئيس. وقال: "بري اليوم يتحجّج بالميثاقية، علمًا أنّ استمرار المسيحيين على موقفهم الرافض للتمديد سيعني أيضًا غيابًا للميثاقية، إلا إذا كان هناك أيضًا من ينقلب على مواقفه في اللحظة الاخيرة"، وشدّد على أنّ "التحجج بالميثاقية عند كل مفترق بالحياة السياسية هو نسف للنظام الديمقراطي".
ورأى اندراوس أنّ معظم مسيحيي 14 آذار مقتنعون بضرورة التمديد إلا أنّ المزايدات الحاصلة على الساحة المسيحية تمنعهم من اتخاذ مواقف مختلفة، وأشار إلى أنّ "مصلحة لبنان بالسير بالتمديد، وهو اصبح أمرا واقعا الا اذا كان حزب الله يعدّ لنا مفاجأة بربع الساعة الأخير"، معربا عن تخوفه من امكانية ابتزاز قوى "14 آذار" عبر اشتراط انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا مقابل اقرار التمديد.
أتحدى قزي بأن ينجح الجميل بحصد صوت واحد من 8 آذار
وتطرق اندراوس لاستحقاق الانتخابات الرئاسية، معتبرًا أنّ كلّ المعطيات توحي بأنّ لا رئيس للبلاد في المدى المنظور بقرار ايراني ولامبالاة أميركية، وقال: "سعينا لانتخاب رئيس توافقي، إلا أنّ فريق 8 آذار يرفض ذلك، وبالتالي لا جدية للحديث عن مرشح توافقي من فريقنا".
واستغرب اندراوس موقف الوزير سجعان قزي القائل بأن رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل هو المرشح التوافقي لقوى "14 آذار"، وقال: "أتحدى الوزير قزي بأن ينجح الرئيس الجميل بحصد صوت واحد من قوى 8 آذار". وتساءل: "هل الرئيس الجميل توافقي أكثر من الوزير بطرس حرب؟"
واعتبر اندراوس أنّ طرح المؤتمر التأسيسي سقط بعد اقتناع حركة "أمل" و"حزب الله" بأن لا امكانية للسير بمؤتمر مماثل بطائفة واحدة، مشدّدًا على وجوب أن تشارك على الاقل نصف فئات المجتمع اللبناني بمؤتمر مماثل. وأضاف: "بعدما أيقنوا استحالة الأمر في الظروف الحالية وبشغور سدة الرئاسة، تراجعوا عن طرحهم هذا".
دخول "داعش" الى لبنان يعني انتحاره
ونبّه اندراوس إلى أنّ المعارك وبالتحديد على الحدود الشرقية قابلة للتجدد بأي لحظة طالما أنّ "حزب الله" مشارك بالقتال في سوريا ويعبث بالمناطق الحدودية، مستبعدًا سعي "داعش" للتمدد الى لبنان لعلمه بأن "لا بيئة حاضنة له كما أن معظم اللبنانيين يمتلكون السلاح لمواجهته، وبالتالي أيّ مشروع لدخول لبنان سيعني انتحار التنظيم".
واعتبر أنّ "حزب الله" وعون يخيفان المسيحيين بـ"داعش" للقول بأن الحزب هو من يدافع عن وجودهم، واضاف: "نحن نقول لا نريد من يدافع عنا غير الجيش اللبناني".
وبملف العسكريين المختطفين، رأى اندراوس أن تغيير الخاطفين مطالبهم باستمرار وتحول بعض هذه المطالب الى "تعجيزية" يعيق تقدم الملف، وشدّد على أنّ "المطلوب من الأهالي، الذين نتفهم مأساتهم أن يفكروا أيضا بالمصلحة العليا للبلاد، فالملف خطير ويهدد الكيان اللبناني والسلم الأهلي".