يتسلم الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال سليمان في 24 تشرين الثاني الجاري، الوسام البابوي الذي كان منحه إياه البابا بنيدكتوس السادس عشر خلال زيارته الى لبنان في منتصف أيلول من العام 2012، وهو الوسام الذي يمنح عادة لرؤساء الدول التي يزورها الاب الاقدس رسميًا، أو للسفراء المعتمدين في الكرسي الرسولي بعد انتهاء مهماتهم.
وأوضحت مصادر دبلوماسية لـ"النشرة" أنّ الوسام الذي سيتسلمه الرئيس السابق سليمان من أمين سر الدولة البابوية الكاردينال بيترو بارولين، خلال استقباله له في مكتبه في حاضرة الفاتيكان، لم يسلم الى الرئيس سليمان خلال زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان في حينه لئلا يُفَسَّر وكأن الكرسي الرسولي يدعم سليمان في معركة التمديد لرئاسة الجمهورية التي كانت موضع نقاش سياسي آنذاك، لان الفاتيكان رفض الدخول في الخلافات السياسية بين اللبنانيين، واكتفت الدوائر الفاتيكانية بابلاغ الرئيس السابق منحه الوسام البابوي على ان يتسلمه في وقت لاحق.
ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى أنّ السفير البابوي في لبنان المونسنيور غابريالي كاتشا زار سليمان قبل مدة في دارته في اليرزة، وابلغه أنّ الوسام بات جاهزًا وهو يرغب في أن يسلمه إياه في احتفال يقام في مقر السفارة البابوية في حريصا، إلا أنّ الرئيس السابق طلب أن يتسلم الوسام في الفاتيكان لانه يرغب في ان تحضر الاحتفال شخصيات لبنانية سياسية ورسمية وروحية.
وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أنّ الفاتيكان لم يمانع في أن يقام حفل تسليم الوسام في روما على ان يرأسه الكاردينال بارولين وليس البابا الحالي او السابق لان سليمان لم يعد رئيسا للجمهورية. وعليه تحدد يوم 24 تشرين الثاني الجاري، فيما يعمل سليمان لتأمين مشاركة رسميين وسياسيين وروحيين بالحفل بينهم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات.
وأوضحت مصادر مطلعة أنّ سليمان يرغب في أن تعطى لتسلمه الوسام -ولو متأخرا بضع سنوات- أبعاد سياسية على الساحة المسيحية لاسيما في ظل المواجهة الحاصلة داخليا ومع القيادات المارونية بعد شغور موقع رئاسة الجمهورية، اضافة الى ان الاحتفال سيكون مناسبة ليعرض فيها الرئيس السابق مواقفه السياسية واهمية اعلان بعبدا وغيرها من النقاط التي يريد ان يتحدث فيها في هذا الظرف بالذات استكمالا لسعيه لانشاء جبهة سياسية تدعم مواقفه وخياراته، وتشكل "رأس حربة" في مواجهة فريق "8 اذار" وركنه الاساسي العماد ميشال عون وحليفه زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجيه. وفي المعلومات ان الرئيس السابق يعمل على ان يرعى البطريرك الراعي قيام هذه الجبهة لاسيما بعد مواقف الأخير من الاستحقاق الرئاسي وضد التمديد للمجلس النيابي والمنسجمة مع مواقف سليمان.