لا يختلف عيد الميلاد المجيد في مدينة السلام بيت لحم هذا العام عن غيره من الأعوام السابقة، فالاحتلال لا يزال والأرض لا زالت تهوّد، بل إنّ وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين زادت في ذات المدينة التي توجه كل عام رسائل محبة وسلام للعالم، وهو ما ينطبق على المدينة المقدسة، لكنّ الفلسطينيين ورغم ما يتعرضون له مصروّن على الاحتفال بالأعياد والصلاة من أجل السلام رغم كل شيء.
وفي المدينة الفلسطينية المجيدة، ستأخذ الاحتفالات هذا العام طابعاً دينياً من خلال الصلوات والتراتيل الدينية التي ستكون في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم، إضافة إلى مشاركة فاتيكانية واسعة وعدد من المسؤولين العرب والأجانب، إلى جانب السياح الذين سيتوافدون بالآلاف للاحتفال بالميلاد في مدينة السلام رغم تعرض الكثيرين منهم لمضايقات الاحتلال.
وتجري الاستعدادات لاستقبال يسوع المسيح الزائر السنوي، عشيّة ميلاده والاحتفال برأس السنة؛ فالمدينة ستكتسي بحلة العيد وستتزين شوارعها وأحياؤها وبلداتها مُرحبة بقدومه، وهو ما يضفي عليها المظاهر الحقيقية لأجواء العيد.
حضور الفاتيكان
وكشفت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون عن حضور أحد الكرادلة من الفاتيكان للمشاركة في حفل إضاءة الشجرة المقرر في السادس من الشهر المقبل، إيذاناً ببدء الاحتفالات بعيد الميلاد في مدينة بيت لحم التي يحل عليها هذا العام العيد بمزيد من تضييق الخناق على أهلها من قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تصاعدت ممارساتها القمعية في مدينة السلام ومدينة القدس المحتلة.
وفي حديث إلى "النشرة"، أوضحت بابون "أننا نصلي هذا العام من أجل السلام، في ظل الظروف المؤلمة التي نعيشها، والتي تعكس غياب السلام، لكن إضاءة شجرة الميلاد الشهر المقبل ستكون بمثابة انطلاق نور المحبة والسلام، وستتوحد فيها الصلاة بمشاركة الفاتيكان وهذه هي المرة الأولى التي تحدث".
ولفتت بابون إلى أن الاحتفالات هذا العام ستقتصر على القداديس واستقبال البطاركة والنشاطات الدينية التي ستكون في ساحة المهد، بخلاف الأعوام السابقة التي كانت فيها الاحتفالات يوميّة تحمل أنشطة متعددة، بسبب الظروف الصعبة التي يمرّ بها الشعب الفلسطيني.
فعاليات بارزة
وعن جدول فعاليات عيد الميلاد هذا العام، تحدثت "النشرة" مع مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في بلدية بيت لحم، كارمن غطّاس، التي أشارت إلى أن من أبرز الفعاليات قرار البلدية بإحياء الحركة السياحية وإعادة فتح المحال التجارية التي أغلقها أهلها بسبب تراجع السياحة في شارع "النجمة" وسط مدينة بيت لحم.
وأوضحت غطّاس أنّ البلدية وإلى جانب إعادة إحياء هذا الشارع التاريخي والمهم والذي يعتبر المدخل التقليدي لمدينة بيت لحم، ستنظم فيه بدءًا من الـ20 من شهر كانون المقبل ولغاية 24 منه، عددًا من الاحتفالات الفنيّة والثقافية وغيرها، على الرغم من أنه من المواقع المهددة من الاحتلال الاسرائيلي.
وأكدت غطّاس، أن احتفالات عيد الميلاد للطوائف الكاثوليكية، ستكون في 25/12/2014، أما الطوائف الأرثوذوكسية التي تسير حسب التقويم الشرقي فستكون في 7/1/2015.
وقالت، إنه وفي 30/11/2014، ستفتتح البلدية سوق الميلاد المزمع إقامته والتجهيز له في ساحة كنيسة المهد، وسيستمر لغاية 7/12/2014، إذ يعرض هذا السوق منتوجات يدوية صنعها أهالي بيت لحم، كخشب الزيتون والمعجنات والشوكولا وغيرها، إضافة إلى حضور مشاركين دوليين من دول أجنبية لعرض منتوجاتهم في ذات السوق، من خلال القنصليات الفلسطينية المنتشرة في دول العالم.
تمويل ودعوات
وفي ذات السياق، كشفت مسؤولة العلاقات العامة في البلدية، عن توجيه دعوات لـ76 مدينة دولية لديها توأمة مع البلدية، إضافة لـ130 مدينة أجنبية صديقة، من أجل الحضور والمشاركة في إضاءة شجرة الميلاد.
وقالت غطّاس أن التمويل هذا العام سيكون من سعيد خوري رجل الأعمال الفلسطيني ومؤسس أكبر شركة مقاولات في العالم العربي، بشأن تجديد وترميم ساحة كنيسة المهد، إضافة لتمويل آخر من اتحاد المقاولين العرب، وبنك فلسطين، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وجمعية وكالات السياحة الوافدة وغيرها.
في الخلاصة، سيحتفل الفلسطينيون بالعيد هذه السنة رغم ما يتعرضون له، فالمسلم والمسيحي يشاركان في إضفاء الصبغة الفلسطينية على احتفالات عيد الميلاد، رغم ما يتعرضون له في مدينة السلام التي تعتبر أحد أهم المعالم الدينية والمسيحية الفلسطينية.