تحدثت "الاخبار" عن "تغيرات برزت في الخطابات التي اعتاد قائد تنظيم "جيش الإسلام" زهران علوش أن يلقيها دورياً أمام أبناء دوما من المقاتلين والمدنيين، فهو الذي كان جاهزاً في ما سبق لـ"تعليق مشانق" من يطالب بالحوار مع النظام السوري، باتت خطاباته اليوم تغمز إلى أوساط جمعيات المجتمع المدني في دوما للعب دور أكبر في محاولات التواصل مع الحكومة السورية للتفاوض".
مصادر من داخل البلدة مناوئة لـ"جيش الإسلام" قالت لـ"الأخبار" إنّ علوش "يريد لعملية التفاوض حول مخطوفي عدرا العمالية أن تتحول إلى منطلق لإنجاز صفقة مع النظام السوري في دوما". وتلمح المصادر إلى أن هدف العملية هو "الحد من تقدم قوات النظام في محيط دوما، حتى يرسخ تعزيزات أكبر لتنظيمه في الجبهة الشرقية".
غير أن مصادر محلية أكدت أن "شيئاً من قبيل الحوار مع النظام، حتى على قضية مخطوفي عدرا العمالية، لم ينجز حتى اليوم"، فيما تلفت مصادر عسكرية مسؤولة إلى أن "التقدير لدى الجيش السوري أن كل هذه الادعاءات ليست مبنية على أساس الرغبة في المصالحة، إلا أنها محاولة للحد من سرعة تقدم الجيش حول دوما، وهو ما لن يحدث".
وتكمن مشكلة علوش الأخرى في الداخل. وهي مشكلته مع "المجلس القضائي الموحَّد" و"الهيئات الشرعية" الأخرى التي لا تزال تحاول الحدَّ من مركزة السيطرة في دوما بأيدي القوى العسكرية فيها. تنقسم هذه الهيئات بين "الإخوان المسلمين" و"السلفية الجهادية"، ويعود الخلاف إلى أواسط العام الماضي عند انتخاب هيئات "المجلس المحلي لدوما". وفيما يبدي "الإخوان" تساهلاً مع ممارسات القيادة العسكرية المحسوبة على علوش، يقف عدد من شيوخ "السلفية" ضد ممارساتها. وما زاد الطين بلة، خلال اليومين الماضيين، محاولة القتل الجماعي التي طالت أكثر من 15 من أعضاء "المجلس القضائي"، بمن فيهم الشيخ أبو خالد البشش، مدير "المجلس" في دوما. جاءت العملية عن طريق تسميم كامل الأعضاء من خلال دس السم في طعام إحدى الموائد التي جمعتهم، في وقت نفت فيه مصادر محلية لـ"الأخبار" مقتل أيّ من أعضاء المجلس نتيجة التسمم.