اكد رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الاب طوني خضرا ان "ثقافتنا كتابنا واستمراريتنا فكر وقيم وسلام ، نحن اليوم بحاجة الى ثقافة سلام ضدّ العنف والقتل والذبح، وثقافة موسيقى ضد أصوات الإنفجارات، وثقافة نعم تسامح ضدّ كفر السياسة، وثقافة كتاب ومجلّة وجريدة ضدّ ثقافة معولمة مسطّحة لأن المشكلة هي في المجرم الذي يذبح دون رحمة ليس فقط تجرده من أي ذرّة إنسانية، بل في ثقافة الدم والإجرام التي تربى عليها مما يؤدي بنا الى نشأة جيلٍ من المجرمين المقفلة عقولهم على أفكار معينة ضدّ الآخر"، مؤكداً "أن المعرض المسيحي لهذه السنة هو صرخة بوجه المخاوف كلها، هو صرخة ثقافة سلام جديدة، مبنية على القيم الإنسانية واللبنانية وتجسيد لمعاناة الناس وهمومهم ومحاولة للإجابة على بعض انتظاراتهم لأن الناس تعبوا من النظريات ويتشوقون الى من يقف الى جانبهم ويمد لهم يد العون".
ولفت خضره خلال إفتتاح المعرض المسيحي الثالث عشر في دير مار الياس انطلياس، الى أن "المسيحي الذي يريد أن يكون ربع مسيحي لإنه يساوم ويمرّر مصالحه مع المسلمين، ولأن المسيح والإيمان به لم يعد يربّح، أو المسلم الذي يريد أن يكون ربع مسلم لإنه يرفض الإستسلام لله بل لأفكاره الخاصة ويريد تمرير مصالحه مع المسحيين، لا يستطيعا أن يكونا جماعة في وقت نريد مسيحيين كاملين ومسلمين كاملين لتكون علاقاتنا سليمة والحوار بيننا من الندّ الى الندّ"، موضحا "اننا هنا بهوياتنا الصادقة يجمعها هويّة واحدة موحدة اسمها "لبنان"، وسنبقى مهما عصفت الرياح ولا بدّ للعاصفة أن تنحسر".
كما أشار ممثل وزير الاعلام أندريه قصاص، الى أن المعرض "يشكل فرصة أمام المؤسسات الإعلامية وأهل الإعلام لعرض نتاجهم الإعلامي والثقافي وتبادل الأفكار حول أبرز القضايا التي تتعلق بالهموم الإعلامية وتأثيرها على مجرى الحياة الديموقراطية وعلى تصرفات الإنسان مع أخيه الإنسان في مختلف الميادين لاسيما منها الإعلام والتربية والدين والثقافة"، لافتاً الى أنه "أصبح ساحة لقاء ثقافي وإعلامي واجتماعي بين مختلف شرائح المجتمع اللبناني في جو من الانفتاح والحوار تعزيزاً لمناخ الوحدة والتنوع"، مشددا على"التحديات التي تواجه العائلة في خضم سيطرة فكرة ما يُسمى حضارة الاستهلاك، وهي ليست بعيدة من حيث الأهداف، عما يقوم به إتحادكم الذي يواكب، إعلامياً وروحياً، مسيرة الكنيسة في كل ما له علاقة بالإعلام والإتصال والتواصل، مستلهماً تعاليم الكنيسة التي تسعى الى روحنة الحركات الاجتماعية، للحفاظ على أبسط حقوق الانسان ومن ضمنها حقه بتكوين عائلة وحمايتها بما أوتي من قوة والمحافظة على مقومات "لبنان الرسالة " كنموذج لحوار بناء وتعايش حضاري بين الاديان والثقافات".
كما أوضح رئيس أساقفة أبرشية أنطلياس المارونية المطران كميل زيدان، ان "حضارة السلام والحوار والرجاء الذي يبعث فينا ايمان قوة لتجديد الثقة بالانسان والخير الذي فيه"، معتبرا ان "ايمان والرجاء حيا فينا ويجب ان نغلب ثقافة الموت بثقافة الحياة ، نحذر من الوقوع في عدد من التجارب : تجربة التصلب العدائي ، تجربة المثالية المدمرة ، تجربة تحويل الحجارة الى خبز ، تجربة النزول عن الصليب وتجربة تجاهل الواقع". وأضاف:"أليس الرجاء هو ان نرجو عندما تنقطع بشرياً كل بارقة امل ، فالرجاء هو أن نؤمن بان ما هو مستحيل عند الناس ، مستطاع عند الله. واذا وقعنا في تجربة الشك والاحباط وظننا ان انتهى كل شيء فالله يدعونا لنجدد الايمان ويقول لنا : قد حان وقت الرجاء وانا معكم لا تخافوا".