لفتت مصادر تابعت الاتصالات المكثفة حول الإفراج عن العسكريين الرهائن لـ "الحياة" الى إن "الشيخ مصطفى الحجيري أبلغ كلاً من النائب جمال الجراح ووزير الصحة وائل أبو فاعور زهاء منتصف الليل، أن الجهود نجحت بعد تبني رئيس الحكومة تمام سلام مبدأ التفاوض المباشر، في وقف قتل البزال، قبل أن يصدر بيان "النصرة" بهذا المعنى".
وأوضحت المصادر أن "تبني سلام التفاوض "المباشر والفوري" وفق البيان، يفترض أن ينقل جهود إخلاء سبيل العسكريين الى مرحلة جديدة لأن الأسلوب السابق للتفاوض لم يثبت نجاعته، خصوصاً أن الوسيط القطري موجود خارج لبنان منذ أسبوعين في وقت يحتاج الأمر الى متابعة يوماً بيوم وساعة بساعة".
وأعربت المصادر نفسها عن اعتقادها أن "التفاوض الذي خاضه "حزب الله" مع "الجيش السوري الحر" لتحرير أسيره عماد عياد، يفتح الطريق أمام أخذ الحكومة قراراً واضحاً باعتماد الشيخ الحجيري وسيطاً أكثر فعالية ليدير البحث مع "النصرة"، مضيفة: "إن حزم الحكومة أمرها، على رغم القيود التي يضعها البعض فيها على حرية الحركة في المقايضة والمبادلة ومن دون التوقف عند هذه القيود والاعتراضات، هو أقل كلفة لإنجاز العملية من كلفة التهديدات التي تصدر عن الخاطفين بقتل هذا العسكري أو ذاك".
ورأت المصادر أن "المفاوضات التي خاضها "حزب الله" لتحرير عياد والمقايضة التي قام بها، وهي تشمل أكثر من تحرير أسيرين لـ "الجيش السوري الحر"، وتتعداه الى أمور أخرى ميدانية في منطقة القلمون، يفترض أن تكونا غطاء للحكومة كي تقوم بالمقايضة بعد توحيد مرجعية التفاوض وأسلوبه، بحيث يخرج الأمر من حال الجمود والإطالة في عملية تحرير العسكريين"، متسائلة "هل إن ربط التفاوض بإشراك الحكومة السورية في العملية يساعد في تسريعها أم يساهم في إبطائها؟ يجب طرح السؤال على رغم أن الخاطفين كانوا جرّوا الجانب اللبناني الى هذا الربط".