مرّة جديدة عادت العراقية سجى الدليمي، الزوجة المفترضة لزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، لتكون "نجمة" وسائل الإعلام العربية والعالمية، بعد المعلومات عن توقيفها من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية على حاجز المدفون، دون أن يتم التأكد من أي معلومة متعلقة بها، لا سيما أن العديد من الروايات تناولت الموضوع من قبل مقربين من مصادر جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش"، إلا أن ذلك لم يمنع أنصار الجانبين من التعليق على الموضوع بطريقة ساخرة.
في المرة الأولى، ظهرت الدليمي إلى العلن بعد الإفراج عنها في إطار صفقة الإفراج عن راهبات معلولا، حيث كشف أحد قادة جبهة "النصرة" المدعو أبا معن السوري، أنها زوجة أبي بكر البغدادي التي كانت معتقلة من قبل السلطات السورية، معتمداً على تغريدة سبق أن نشرها القيادي الآخر في الجبهة المدعو أبا عزام المهاجر الذي كان المسؤول عن صفقة تبادل راهبات معلولا، حيث قال: "لو كنت تعلم يا أخي بالدولة الإسلامية من خرج في صفقة التبادل لبكيت قليلاً وضحكت كثيراً".
وبحسب المعلومات المعروفة عنها، الدليمي هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، أحد أمراء "داعش" في سوريا وأحد الممولين المؤسسين للتنظيم، وشقيقتها دعاء تعد من أبرز المجاهدات المتشددات في العراق، باعتبارها الانتحارية الأولى التي أرادت تفجير نفسها سنة 2008 في تجمع كردي في أربيل، بعد أن لفّت جسدها بحزام ناسف، ثأراً لزوجها حارث أمير "الدولة الإسلامية" في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله "الجيش الإسلامي"، لكنها أخفقت بسبب عطل فنيّ.
وفي حين كانت الأنباء، يوم أمس، تتحدث عن أن التحقيقات قائمة مع الدليمي للتأكد ما اذا كانت زوجة البغدادي أم لا، بعد أن ادعت أنها زوجة "السامرائي"، كانت بعض الأوساط "الجهادية" تنفي هذه المعلومة، وتؤكد بأنها زوجة القيادي في الجبهة أبو علي الشيشاني، وهو أنس جركس، من بلدة القصير السورية، بينما تحدثت أوساط أخرى أنها متزوجة من شخص لبناني، الأمر الذي حال دون حسم هوية زوجها الحقيقية سريعاً، بالرغم من ربط الإعتداء على الجيش اللبناني، الذي قامت به عناصر الجبهة مساء أمس، برأس بعلبك، والبيان الصادر عنها عبر وكالة "الأناضول" التركية، بعملية توقيفها، مع العلم أن المعلومات التي تحدثت عن توقيف مخابرات الجيش في زغرتا زوجة "أبو علي الشيشاني"، مع شقيقها راكان، من دون الكشف عن هويتها، زاد من غموض القضية، فهل هي نفسها الدليمي أم أن هناك موقوفتان؟
المعلومات الأخيرة، التي كان يتم الحديث عنها ليلاً، تفيد بأن هناك موقوفتان، الدليمي وزوجة جركس، الأولى هي طليقة البغدادي وزوج الثانية له علاقة قوية بقضية العسكريين المخطوفين.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة التي تشكلها الدليمي، بالنسبة إلى كافة الحركات "الجهادية" في سوريا والعراق، تخطت السخرية بخبر توقيفها في لبنان معارضي هذه الحركات، وتحولت إلى مادة سجال قوية بين مؤيدي "داعش" ومعارضيه، ليسأل أحدهم: "كيف يُستأمن على المسلمين والرعية من تعتقل زوجته مرتين؟ كيف يحمي أعراض المسلمات من لا يستطيع حماية أهل بيته؟"، ويعلق آخر: "يقتل نساء المسلمين ويرسل زوجته إلى لبنان للسياحة".
وسألت بعض الحسابات المقربة من "النصرة"، على مواقع التواصل الإجتماعي، "هل يجب على "الجبهة" التي حررت الدليمي سابقاً أن تحررها مرة أخرى في ظل عجز دولة الخلافة عن تحرير نساء المسلمين؟"، إلا أن هناك من رفض هذا الأسلوب في التعاطي مع الخبر، معتبراً أن "تحريرها" واجب على كل "جهادي".
من جانبها، لم تعلق الحسابات المقربة من "داعش" بشكل كثيف على الخبر، لكن بعضها نفى أن تكون الدليمي زوجة "الخليفة"، وهدد بالقضاء على مطلق "هاشتاغ" اعتقال زوجة البغدادي، متحدثاً عن أنها "حيلة" من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية بهدف الوصول إلى أمير "داعش".
وفي حين دعا بعض أنصار "داعش" إلى عدم الدخول في هذا السجال، أشار بعضهم إلى أن "جبهة الجولاني هي من تسببت بأسر الدليمي حينما أشاعت بأنها زوجة البغدادي رغم علمهم بأنها كذبة"، مؤكدين أن "لا علاقة لها بالدولة الإسلامية سوى الإخوة الإيمانية ولكن كلاب الجولاني أرادوا أن يصنعوا لأنفسهم بطولة".
بعيدا عن شخصية زوج الدليمي الحقيقيّة التي ستكشفها التحقيقات، من المؤكد أنها، إلى جانب زوجة جركس، من أوراق القوة المهمة التي باتت بحوزة الدولة اللبنانية، والتي يمكن إستخدامها لتحرير العسكريين المخطوفين في جرود عرسال، ومن المؤكد أيضاً أنها أصبحت من أبرز سيدات "الجهاد" على الصعيدين الإقليمي والعالمي إعلامياً.