أشار الوزير السابق ميشال اده الى "الدور التاريخي للبطريركية المارونية العريق في لبنان، وانه غالباً ما كان يمارسه البطاركة المتعاقبون على رأس كنيسة أنطاكيا وسائر المشرق، من على كرسيّهم في مقرّ البطريركية"، لافتاً الى أن "البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يمارس دوره كما لو أنّه في موقع قداسة الحبر الأعظم في الكنيسة الجامعة، حيث أنّ البابا لم يكن ليتحرّك من مقرّه، بل كان المعنيون والقاصدون يأتون إليه فيما هو جالس على كرسيّ البابوية".
وخلال ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، رأى اده ان "هذه الأمور تغيرت جذرياً في الكنيسة الجامعة، وخصوصاً من ناحية متابعة شؤون الكنيسة الجامعة وشؤون الكاثوليك في العالم من على كرسي روما"، معتبراً أن "على الكنيسة أن تزور، لا أن تقبع في مكانها تنتظر زيارة المؤمنين إليها".
ودان اده "الحملة المغرضة على الراعي، وهو الذي يسترشد بهذه الروحية الرسولية الجديدة والتي باتت نهجاً يُتابعه الفاتيكان كما الكنيسة المارونية في لبنان بالذات، حيث يتابع في زياراته ورحلاته إرساء وتعزيز دور الكنيسة ودوره شخصياً في عقد الأواصر مع موارنة الانتشار في الخارج"، موضحاً أن "الزيارات التي يقوم بها الراعي وتنقّلاته هائلة النفع والفائدة، ولا سيما في الظروف الحرجة البشعة المقلقة التي يعيشها مسيحيو البلدان العربية راهناً، والمشرقية عامة".
وأكد اده أنّ "البطريرك الراعي لم يزر إسرائيل، إنما الموارنة في أرض محتلّة هي كفربرعم"، موضحا ان "الراعي في هذه الزيارة التي قام بها الى هذه البلدة العريقة، لم يكن مشاركاً أصلاً في الوفد الذي رافق البابا فرنسيس، إذْ كان سيجد نفسه عندها، فلو رافق قداسة البابا، لكان مضطراً لأن يصافح المسؤولين الإسرائيليين ما يعني اعترافاً بإسرائيل، لذلك أصرّ على أن يذهب وحده الى كفربرعم، بصفته راعياً لموارنة هذه البلدة، وهي من رعيته"، معتبراً انه "كان الأحرى بالذين انتقدوا هذه الزيارة وشوّهوا معناها الديني والكنسيّ والوطنيّ السامي أن يعلموا أن كفربرعم بلدة مارونية، فجميع أهليها موارنة أبطال، رفضوا التخلّي عن أرضهم وبلدتهم، وما نزحوا، وما زالوا صامدين منذ سنة".