وكأنه لا يكفي القطاعين السياحي والإقتصادي والتجاري الركود الذي يعانيان منه جراء الخضّات الأمنية، وإرتفاع عدد النازحين السوريين الذي يؤثر على لبنان سلباً بكل الأشكال، ليزيد على هذا كله أزمة سلامة الغذاء التي ستؤثر على القطاعات كافةً حتماً، ولا يبقى للمعنيين فيها سوى الدعاء الى الله أن ينعم عليهم ببركته في موسم الأعياد فتتحرك عجلة الإقتصاد والسياحة والتجارة ويتغير الوضع.
"صحيح أن أزمة سلامة الغذاء قد ثؤثر سلباً على السياحة في لبنان الا أننا سنبقى نقوم بواجباتنا تجاه السياح لاستقطاب المزيد منهم الى لبنان". هذا ما يؤكده وزير السياحة ميشال فرعون عبر "النشرة"، مبدياً تفاؤلا بموسم الأعياد ومعلنا عن إطلاق حملة لتنشيط عجلة القطاع السياحي في هذه الفترة. أما أمين عام إتحاد النقابات السياحية جان بيروتي فيرى أنه "رغم الخطر الأمني المحدق بلبنان مع إنتشار موجة "داعش" إلا أننا كنا نعيش فترة سياحية جيدة وما ينقصنا فقط كان مجيء السواح الى لبنان"، ويؤكد "أننا كما بقية الدول نمر بأزمة وما يزيد الوضع تفاقماً هو التصاريح التي يطلقها السياسيون والتي تفاقم الأوضاع".
يشرح بيروتي أننا "عندما نتحدث عن أعياد قادمة كعيدي الميلاد ورأس السنة فمن خلالهما نتكل على اللبنانيين القادمين من الخارج وتحديدا من المغرب وتونس ومصر ولكن تلك الدول تعيش أزمات حقيقية اليوم وبالتالي لا يجب أن نعد أنفسنا بسياحة كبيرة هذا العام". أما فرعون فيشدد على أنه "سيبقى متفائلاً بموسم سياحي مزدهر في فترة الأعياد رغم خضّة السلامة الغذائية التي تعرضت لها المطاعم وغيرها"، مشددا على "أننا سنطلق حملة لتعزيز السياحة في فترة الأعياد".
وللأوضاع الأمنية والإقتصادية تأثير على الأحوال التجارية كما على السياحة. وهنا جالت "النشرة" على بعض المحال التجارية في جونية تسألهم عن أوضاعهم وتأثير الأوضاع الأمنية والإقتصادية عليهم، حيث أكدت صونيا أن "الناس باتت ترتعب من النزول الى الشارع حتّى للتبضع". أما منى فترى أن "الوضع الأمني أثر كثيرا على الوضع الإقتصادي وإذا إستمرت الأحوال على ما هي عليه فإن معظم المحال التجارية في جونية ستقفل"، متسائلة "عن أي أعياد تتحدثون؟"
بدوره يعتبر نويل أن "للأوضاع الأمنية تأثيرا كبيرا على الاقتصاد لذا نقوم بتصفية البضائع"، مطالبا السياسيين بالكف عن "إطلاق التصاريح لأنهم وبهذا العمل يدفعون بعجلة الإقتصاد الى الأمام". أما أنطوان وهو صاحب فرن يقع في وسط السوق، فيأمل أن "يكون موسم الأعياد مثمراً فيعوض عنه الشحّ في العمل طيلة الفترة السابقة".
عندما نتجوّل في الأسواق التجارية تظنّ أنها مدينة أشباح معدومة الحركة، فالشوارع شبه خالية، لكنّ الأمل يبقى بموسم أعياد مزدهر يعوّض بعضا من الخسائر التي منيت بها تلك القطاعات في الفترة السابقة...
تقرير باسكال أبو نادر
تصوير تلفزيوني علاء كنعان