أدت الحياة اليومية التي يعيشها الإنسان لناحية الجلوس طيلة اليوم دون القيام بإي حركة تذكر الى معاناته من آلام في الظهر قد تتطور أحيانا الى إعوجاج في العمود الفقري يتطلب علاجاً سريعاً وفعالاً منعاً لتفاقم المشكلة والإصابة "بالديسك".
"الديسك" أو الغضروف هو جزء من العمود الفقري الذي يربط فقرات الظهر، وهو مؤلف من حلقة خارجية من الألياف ومادة هلامية أو جيلاتينية في وسطه، ووظيفته إمتصاص الصدمات التي يتعرض لها العمود الفقري. هذا ما يشير إليه الطبيب رونالد موسى في حديث لـ"النشرة"، شارحاً أن "الديسك يعطي ليونة للعمود الفقري المؤلف من 33 فقرة، ولو لم يكن موجوداً لكان الأخير قطعة ثابتة ولما تمكن الإنسان من التحرّك يميناً أو شمالاً".
يشير موسى الى أنه "وفي عمر معين يبدأ "الديسك" الذي يصل فقرات الظهر ببعضها بالتعب، فالمادة التي بداخله تخرج الى الخارج وتضغط على الفقرات، ففي البداية يشتكي المريض أن ظهره "لَمَعَ" وبدأ يؤلمه وبعد أسبوعين تتحسّن أحواله ثم يعود ويقوم بمجهود ما فيخرج الديسك من مكانه ليضغط على العصب وهنا تبدأ المشاكل في الرجل"، ويلفت الى أن "ليس كل من يعاني من آلام الظهر والرجل يكون مصاباً بالديسك". ويشدد على أن "صورة IRM أو الرنين المغناطيسي هي التي تظهر حجم "الديسك".
رحلة العلاج من "الديسك" تبدأ بالدواء وصولاً الى إجراء جراحة". هذا ما يؤكده موسى، لافتاً الى أن "أي مريض يصلنا ويعاني من آلام في الظهر والرجل ونشك أنه يعاني من "الديسك" نصف له النوم والراحة ودواءً مليّناً للعضل لمدة يومين"، مؤكداً أن "حوالي 90 % من المرضى يشفون بهذه الطريقة"، ومضيفاً: "أنه وفي حال لم يؤدِّ هذا العلاج الى نتيجة جيدة فإن الطبيب مضطر الى وصف الحقن للمريض والتي قد تتضمن مادة "الكورتيزون"، وفي حال لم يستفِد المريض من الدواء أو الحقن عندها لا يكون أمامنا حلّ سوى اللجوء الى الجراحة".
في حالات الألم الشديد يطلب الطبيب إجراء صورة الرنين المغناطيسي التي تظهر مرحلة "الديسك"، ويتم تحديد إذا ما كانت مشكلة الآلام هي على مستوى العضل أو العظم. فعلى المستوى العضلي تعالج الآلام بالحبوب المهدئة والتدليك، أما على مستوى العظم يبدأ معها الخوف لأن الفقرات في هذه الحالة تكون ضاغطة على بعضها البعض وينتج عنها "طرف ديسك". وفي هذا الإطار يضيف الطبيب المتخصص في المفاصل كرم كرم أننا "نعالج آلام الظهر و"الديسك" في مرحلتها الوسطى قبل أن تكون تفاقمت وباتت تحتاج الى مراجعة جرّاح لإجراء عملية"، ويلفت الى أن "ما نقوم به هو أننا نعمل على إعادة تأهيل الجسد ووضعه بطريقة معيّنة من أجل تفكيك فقرات الظهر"، مؤكداً أن "عمله يقتصر على المفاصل وتفكيك الخرزات ولكن إذا زادت الأمور عن هذا الحدّ فهذا يتطلب مراجعة جرّاح".
أما على مستوى العضل فيشير المعالج الفيزيائي طوني رستم الذي يعمل في عيادة واحدة مع موسى وكرم من أجل الحفاظ على عمود فقري سليم الى أن "عملنا يقتصر على تليين العضلات"، ويلفت الى أن "الجراح وبعد معاينة المريض والتأكد من أنه لا يعاني تصلبا في الظهر ولا يحتاج الى أخصائي لتفكيك الفقرات يصف له الدواء المطلوب ويرسله إلينا، ونحن نعمل على إزالة الآلام من العضلات فنقوّيها بهدف حماية فقرات الظهر"، مؤكداً أن "المريض وفي حال شفي يستطيع تفادي الإصابة بهذه الآلام مرّة أخرى عبر ممارسة رياضة المشي أو السباحة".
من أجل الحفاظ على عمود فقري سليم يجب ممارسة الرياضة والسباحة والتخلّي عن نمط الحياة الروتينية عبر البقاء طيلة اليوم جالسين خلف مكتب وبطريقة خاطئة...