قبل نحو عامين، أقدمت مجموعة ارهابية على تفخيخ الكنيسة الإنجيلية في حلب، حيث وضعت متفجرات في مبنى الكنيسة ونسفته من أساساته، ما أدى إلى إنهيار نصفها وتدميرها،
لكن اليوم ارتفع عدد المصلين من المؤمنين داخل المقر المؤقت للكنيسة الواقع داخل منزل رئيس الكنيسة بحلب القس ابراهيم نصير، في الطابق الخامس من بناء وسط المدينة، حيث يصف المقاعد داخل غرفتين وبهو واسع ليؤدوا الصلاة.
في هذا السياق، كشف نصير في حديث لـ"النشرة"، أن عدداً من علماء المسلمين، بينهم مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون، عرضوا عليه اختيار أحد المساجد للاستمرار في الصلاة، مشيراً إلى أن المسيحيين في حلب أصروا على وجود مكان لصلاتهم، حتى لو كان ذلك منزل.
ولفت إلى أن من يقرأ التاريخ جيداً يعرف أن وجود المسيحيين في الشرق كان مبنياً على علاقة جيدة بشركائهم في الوطن، وأن كل من راهن على الغرب فشل.
ودعا المسيحيين إلى المراهنة على تاريخهم والعمل في الحاضر ليحيوا في المستقبل، مشدداً على أن تاريخ وحاضر المسلمين والمسيحيين في المنطقة واحد، ويجب أن يكون المستقبل واحد.
من ناحية أخرى، حذر نصير من أن الصهيونية في الغرب حاولت الدخول إلى الدين المسيحي لحرفه، وهي الآن تحاول الدخول إلى الدين الاسلامي، معتبراً أن ليس المسيحيين هم المستهدف في المنطقة بل الحضارة، ومشدداً على أن المسيحيين سيرفضون تصنيف الأمة على أساس طائفي، قائلاً: "من يدافع عن المسيحيين في المنطقة ليسوا المسيحيين فقط بل من عرفوا المسيحية بجوهرها وهم المسلمين الشركاء في الوطن".
وتحدث نصير عن حادثة حصلت معه شخصياً، عندما اقترب تنظيم "داعش" من مدينة حلب، لافتاً إلى أن أحد أصدقائه المسلمين طلب منه أن يحتمي في بيته ساعة يشاء، لكي لا يتعرضون له في حال شعر بالخطر، مشدداً على أن من يؤمن بالله ويحب الحياة لن يسمح لسياسة الموت أن تدمره، مشيراً إلى أن ما يقومون به الآن من رفع لشجرة الميلاد والإحتفال بالأعياد هو مواجهة لفكر الموت، قائلاً: "حتى لو كان الموت ثمناً لذلك سيقدمونه".