سأل الشيخ نصر الدين الغريب خلال اللقاء التشاوري في دارته في كفرمتى، "لبناننا الحبيب إلى أين؟ هل ما زال هناك دولة بمؤسساتها تحكم وبإدارتها تسهر على مصالح الناس؟ ونرى جيشا يقدم التضحيات بالعشرات بين جنود وضباط، وتكفيريين وإرهابيين يتحكمون بمصيرنا. وبعض علماء يسهلون لهم طريق الابتزاز. أما أهالي المخطوفين المنتشرين على الطرق وأدراج المسؤولين، فكادوا يذوبون هما على أبنائهم العسكريين، ووعود تذهب أدراج الرياح، والقتلة المجرمون يفتكون بالواحد تلو الآخر. فهل الجريمة باعتقال نساء رجال العصابات المتهمات قانونا وهم يطالبون بإطلاق سراحهن مهددين بقتل من تبقى لديهم في الاعتقال ؟ أم الجريمة بتعريض لبنان واستقراره إلى ما هو أسوأ؟ لقد حرر رجال الأمن الرهائن في أوستراليا وبلجيكا ببضع ساعات لأن الأمر للعسكريين هناك، أما في لبنان فعلى من تقرع مزاميرك يا داوود ؟ يرفضون التنسيق مع الجيش العربي السوري الذي لو تم ذلك لكنا انتهينا من هذه المشكلة. يفاوضون القتلة ولا يفاوضون دولة شقيقة لها سفارة لطالما أصروا على وجودها في لبنان. لكن المخجل أن نسمع بعض السياسيين يصنفون أولئك التكفيريين بالثوار، فأين الوطنية عندهم وهم ينادون بدعم الجيش؟ أليس هذا هو النفاق بعينه ؟ كفانا مزايدات وشعارات فارغة، ولنعد إلى لبنان الوطن الموحد الناجز لجميع أبنائه، وليبق الجيش عنوانا عريضا منزها عن كل هذه المهاترات".
اضاف: "نرى حرق الدواليب وقطع الطرق مطالبة بالحقوق وقد أصبحت هذه الأساليب خبزنا اليومي، حيث نتلهى بذلك وإسرائيل تنهب نفطنا وغازنا، ونحن مختلفون على نوع الملائكة. فمنهم من يريد البلوكات في الجنوب ومنهم في كسروان أو طرابلس وحتى في هذا ابتلينا بالمحاصصة، فتبا لأولئك الظلمة الجشعين. لقد أبطلوا الرئاسة وانتهكوا الدستور ومواده واستحدثوا دستورا لكل منهم يحكم به على هواه". واكد اننا "لن ننسى فلسطين التي تنادي بأعلى صوتها: أرفقوا بنا يا أهل العدل وانصفوا شعبا يعاني من المحن والتقهقر منذ عقود على يد الصهاينة المجرمين، واعلنوها دولة فلسطينية عاصمتها القدس حتى تستقيم الأمور في هذا الشرق المضطرب، فهل إلى خروج من سبيل ؟".
وهنأ "المسيحيين واللبنانيين جميعا بمناسبة الميلاد ورأس السنة واولئك المشردين في العراق وسوريا منهم، أعادهم الله إلى ديارهم سالمين".